عمانيات

عمانيات (https://www.omaniyat.net/vb/index.php)
-   موضوعات عامة (https://www.omaniyat.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بكم تساوى النصيحة (https://www.omaniyat.net/vb/showthread.php?t=29530)

fatenfouad 15/02/2013 01:39 PM

بكم تساوى النصيحة
 


تفتكروا النصيحة بكم ؟؟؟؟

كل نصيحة ببعير


(( قصة رائعة ))

https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ،

فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ،

فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ،

وسار طويلاً وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي

رحّب به وأكرم وفادته ،

وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ،

فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ،

ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ،

وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .

وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل

وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ،

ودام على ذلك الحال عدة سنوات

كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .



https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

ومضت عدة سنوات

اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ،

فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ،

فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ،

وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه

وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..


https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة

رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ،

ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ،

وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي

وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ،

فقال له : أنا أعمل في التجارة .



https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ،

وأين بضاعتك ؟

فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح .

فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟!

فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير .

فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة

وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ،

ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر

فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟


https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

..فقال له الشيخ :

" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل

" ففكر الرجل في هذه النصيحة

وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ،

وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه

قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .



https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif


فقال له الشيخ :

" أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له "

وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً

وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ،

فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .



فقال له :

" نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " .

ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ،

فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه

وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.


https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif


وفي أحد الأيام أدركه المساء

فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ،

فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ،

وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ،

وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ،

وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ،

وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ،

ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ،

فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ،

فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ،

فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .



https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

وفي أواخر الليل

جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ،

ولم يُبقِ سوى بعض المواشي .

وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه.


https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif


وسار في طريقه عدة أيام أخر

حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ،

فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ،

وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ،

فنظر إليه وإذا به

" ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق "

فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ،

إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .


وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ،

وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ،

ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ،

وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ،

وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ،

أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه

حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ،

فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ،

ولكن الضيف كان يقف وراءه

فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ،

وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .


وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ،

فوجد مضارب قومه على حالها ،

فترك ماشيته خارج الحيّ ،

وسار ناحية بيته ورفع الرواق

ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ،

فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ،

وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول

" نام على الندم ولا تنام على الدم "

، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ،

وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح.


https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ،

واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ،

انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ،

ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته

فحمد الله على سلامتهم ،

وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم

وقال بينه وبين نفسه

والله إن كل نصيحة أحسن من بعير.



https://bajeelah.net/up/uploads/708511af94.gif

وهكذا فإن النصيحة

لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها

في الوقت المناسب





الساعة الآن: 08:05 PM

vBulletin ©2000 - 2024