الموضوع: قصائد جميله
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 25/02/2007, 11:19 AM
ابن الصحراء
واعـــد
 
رد: قصائد جميله



اخواني هذه القصيدة الحديثة ذكرتني بقصيدة علي بن الجهم وهو شاعر بغدادي من قريش ولد في بغداد سنة 188 هجرية ...... يقول

عيون المها بين الرصافة الجسر ..... جلبن الهوي من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ....... سلوت ولكن زدن جمرا علي جمر
سلمن وأسلمن القلوب كأنما ......... تشك بأطراف المثقفة السمر
وقلن لنا نحن الأهلة إنما ......... تضيء لمن يسري بليل ولا تقري
فلا بذل إلا ما تزود ناظر ......... ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري
أزحن رسيس القلب عن مستقره ........ وألهبن ما بين الجوانح والصدر
فلو قبل أن يبدو المشيب بدأنني .......... بيأس مبين أو جنحن إلي الغدر
ولكنه أودي الشباب وإنما ......... تصاد المها بين الشبيبة والوفر
أما ومشيب راعهن لربما ....... غمزن بنانا بين سحر إلي نحر
ويتنا علي رغم الوشاة كأننا ........ خليطان من ماء الغمامة والخمر
فإن حلن أو أنكرن عهدا عهدنه ....... فغير بديع للغواني ولا نكر
خليلي ما أحلي الهوي وأمره ........ وأعرفني بالحلو منه وبالمر
كفي بالهوي شغلا وبالشيب زاجراً ........ لو أن الهوي مما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل علمتما ......... أرق من الشكوي وأقسي من الهجر
وافضح من عين المحب لسره ......... ولا سيما إن اطلقت عبرة تجري
وما أنس م الأشياء لا أنس قولها ........ لجارتها: ما أولع الحب بالحر
فقالت لها الأخري: فما لصديقنا ........ معني وهل في قتله لك من عذر
صليه لعل الوصل يحييه واعلمي ....... بأن أسير الحب في أعظم الأسر
فقالت أذود الناس عنه وقلما ........ يطيب الهوي إلا لمنهتك الستر
وأيقنتا أن قد سمعت فقالتا ....... من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فقلت فتي إن شئتما كتم الهوي ........ وإلا فخلاع الأعنة والعذر
علي أنه يشكو ظلوما وبخلها ........ عليه بتسليم البشاشة والبشر
فقالت: هجينا، قلت: قد كان بعض ...... ما ذكرت لعل الشر يدفع بالشر
فقالت: كأني بالقوافي سوائراً ........ يردن بنا مصرا ويصدرن عن مصر
فقلت: أسأت الظن بي لست شاعراً ........ وإن كان أحيانا يجيش به صدري
صلي واسألي من شئت يخبرك أنني ....... علي كل حال نعم مستودع السر
وما أنا ممن سار بالشعر ذكره ....... ولكن أشعاري يسيرها ذكري
وللشعر اتباع كثير ولم أكن ...... له تابعا في حال عسر ولا يسر
ولكن إحسان الخليفة جعفر ...... دعاني إلي ما قلت فيه من الشعر
فسار مسير الشمس في كل بلدة ...... وهب هبوب الريح في البر والبحر
ولو جل عن شكر الصنيعة منعم ........ لجل أمير المؤمنين عن الشكر
ومن قال إن البحر والقطر أشبها ....... نداه فقد أثني علي البحر والقطر


علي بن الجهم قرب من بعض الخلفاء العباسيين، وعظمت منزلته عند الخليفة المتوكل.
وهذه القصيدة الرائعة قيلت أساسا في مديح الخليفة المتوكل إلا أن روعتها في وصف سحر بغداد في ذلك الزمان جعلها من القصائد الشهيرة . وهنا اذكرها واتذكر معها بغداد الجميلة والعريقة التي كانت عاصمة الدولة العباسية .



من مواضيعي :
الرد باقتباس