عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 06/10/2007, 12:36 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد : --{|| حقيقة السفر عبر الزمن ! ||}--

[ الحــلقـــة الرابـــعة ]
.
.
04 : البــــعــــد الرابــــــــــــــع !
.
.
يمكننا أن نحدد و بسهولة أبعاد شخص ما تحديداً دقيقاً، و لكن لو فرضنا أن أبعاده ( الطول و العرض و الارتفاع ) قد ثبتت، و لم تتغير إطلاقاً لمدة أسبوع من الزمان، فهل يمكن أن نقول بأن الشخص لم يتغير فيه شيء طوال هذا الأسبوع ؟ بالطبع قد زادت أيامه، و حدث " تغير " في عمره، أي أن هناك شيئاً ما قد تغير فيه و ليس في أبعاده الثلاثة المعروفة، و الذي تغير فيه هو الزمن .. فلابد إذن من إضافة الزمن لذلك الشخص إذا ما أردنا التوفيق في وصفه..
.
.
و هذا الزمن هو " البعد الرابع " له.
.
.
مثال أخر .. إذا أردنا أن نصف موقعاً، أو مكاناً ما في الماضي أو في المستقبل، فإننا نصفه بثلاثة إحداثيات، أي 3 عناصر من المعلومات. ثم إننا إذا أردنا أن نحدد " حدثاً " حدث في ذلك المكان، أو سيحدث فيه، فإننا نحتاج إلى إضافة بند آخر من المعلومات، و هو متى حدث أو سيحدث ذلك. إن عنصر المعلومات الإضافي هذا هو إحداثي الزمن.


و تخيل حادثاً يحدث لشخص يعبر الطريق فتصدمه سيارة عابرة، فحتى يحدث ذلك الحادث المؤسف، لابد أن يكون الشخص في المكان ذاته التي و جدت فيه السيارة، و في الوقت ذاته. و ما لم تتناغم أو تتزامن الإحداثيات الأربع كلها، فإن حادث الاصطدام سوف لن يحدث..
.
.
و من هنا فإن عالم الأحداث الحقيقي يتألف من أربعة أبعاد متصلة ببعضها البعض تحت مسمى " الزمكان SpaceTime " .
.
.

و لنأت عل حقيقة أخرى في غاية الأهمية.. ألا و هي مسألة الزمن الكلي..
لا ينبغي أن نفهم الزمن على أنه قطعة من الكعك يمكن تقطيعه إلى أجزاء، بل هو مجرى سيال لا يمكن أن نفصل بين أجزائه، يمكن أن نشبهه بقطار يسير بلا توقف، فتكون المسافة التي قطعها هي ما نطلق عليها اسم الماضي، و المسافة التي لم يبلغها بعد هي المستقبل.. أما المسافة الوسطى فهي تلك التي أطلقنا عليها كلمة الحاضر، إلا أن هذه المسافة أو هذا الحاضر لا يمكن تعيينه ما دامت عجلات القطار لا تتوقف عن الحركة، لأنه لو كانت هذه المسافة تساوي ميلاً مثلاً، فإن جزءاً من هذا الميل قد انطوى مع عجلات القطار و دخل كهف الماضي، و الجزء الآخر ما زال في حوزة المستقبل، حتى لو قلنا أن هذا الحاضر يساوي شبراً واحداً أو جزءاً من الثانية، فإن هذا الجزء الضئيل يمكن تقسيمه إلى نصفين، نصف انقضى و نصف لم ينقض بعد، و يمكن تقسيم النصف أيضاً إلى ربعين و هكذا .. فأين هو الحاضر؟ !
.
.
.
و بما أن الماضي قد ذهب بلا رجعة، فإنه يصبح" الآن " غير موجود، و كذلك المستقبل غير موجود أيضاً، لأنه لم يطل علينا بعد، و الحاضر أيضاً غير موجود، لأن نقطة غير محددة تربط بين ماض غير موجود و مستقبل غير موجود، فهو أيضاً غير موجود !
و قد يعترض أحدنا على هذا الرأي بأنه يلمس الحاضر أمامه بوضوح من خلال الأحداث و المتغيرات التي تجري من حوله، كما أننا لا يمكننا أن تخيل أنفسنا نعيش في وعاء زمني غير موجود .. إذن ما الحل ؟
.
.
.
الحل هو أننا نعيش في زمن ما، غير هذا الزمن الجزئي ذو الماضي و المستقبل و الحاضر، و لكن بمفهوم آخر هو مفهوم الزمن الكلي، و لكي تدركه عليك أن تتخيل أنك تعيش –مثلاً- في عالم بلا شمس أو نجوم أو جاذبية، أي في زمن لا يبدأ بنهار و ينتهي بليل، و عندها يمكن لنا أن نفهم حقيقة هذا الزمن حيث تهتفي من عقولنا تلك المصطلحات الزمنية الأرضية التي اتفقنا عليها و هي السنة و الشهر و الساعة و الماضي و المستقبل..
.
.
.
.
و لنلخص النتائج :
* الأحداث الحقيقة تتكون من أربعة أبعاد، 3 للمكان، و واحد للزمان، و هو ما يسمى بالزمكان .
* الزمن الكلي : هو الزمن الذي لا يبدأ و لا ينتهي و لا يمكن أن نقتطع منه جزءاً و ندعي بأنه الماضي، و لا أن نضيفإليه جزءاً و نقول بأنه المستقبل.
* و بما أن الجزء يندرج تحت الكل، فهذا معناه أن الحياة الدنيا هي جزء من كل، مما يعني أننا نعيش زمناً جزئياً يندرج تحت لواء الزمن الكلي، أي أننا نعيش الزمنين معاً، دائرة صغيرة تقع داخل دائرة كبرى، و هذا يعني أنه لا فرق بين الحاضر و الماضي و المستقبل، إذ يمكن الولوج لأي حلقة من هذه الحلقات الثلاث إذا كانت الظروف مناسبة لذلك !



من مواضيعي :
الرد باقتباس