عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09/02/2008, 07:52 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
زهرة المكان المرأة بين الحب والإحترام

[align=justify]المرأة بين الحب والإحترام



وهي غارقة في دموعها قالت لي: ( هو يحبني..ولكنه لا يحترمني) سألتها بدهشة : وكيف ذلك؟!، قالت: ( هو يسبغ علي دائماً كلمات الحب الجميلة ولكنه في لحظة ينسف كل ماوهبني إياه من شعور ، بكلمة واحدة تقتلني ، فهو لا يتوانى عن استغلال أي فرصة ليسخر فيها مني ومن قدراتي سواء أكنا لوحدنا أم مع الآخرين) ، استوقفني هذا الكلام لإحدى صديقاتي وجعلني آتساءل ، أيهما أهم للمرأة ، الحب أم الاحترام ؟ ، وهل تستطيع المرأة أن تعيش مع رجل يحبها ولكنه لا يحترمها ، أم مع رجل يحترمها ولكنه لا يحبها ؟ ، وإذا فضلت الكثير من النساء الحب بسبب طبيعتهن العاطفية ، هل يستطيع الحب تخطي الروتين اليومي لحياة طويلة ؟ أيستطيع امتصاص الخلافات والاختلافات؟.
(لا أعتقد) ، الحب واجهة جميلة لبناء حياة مشتركة بين أي اثنين ، ولكن صمود هذه الواجهة يحتاج إلى مساعد يمنح هذه العلاقة القوة والاستمرارية ، ولا أجمل من الاحترام المتبادل بين الطرفين كداعم ومؤسس لتلك العلاقة ، البعض من الرجال في مجتمعاتنا يعتقدون أن في إظهار الود والاحترام للمرأة نقص من الرجولة وهذا شيء مضحك ومؤلم ، لأنهم أولاً يخلطون بين مفهوم (الرجولة والذكورة) وفي فهمهم الخاطئ للاسم يمارسون صلاحيات الذكورة بمنطقهم النفسي المريض ، فهم يرون أن (الرجولة) هي أن يكون الرجل غامضاً ، حراً ، قوياً ، وبالطبع القوة التي يفهمونها هي الجفاء ، القسوة ، الغلظة ، في التعامل والأسوأ عدم الاحترام والذي يكون أغلبه كلمات جارحة يلقي بقسوتها في وجهها ، أبسطها التقليل من الشخصية والذم المبالغ فيه وكلمات الاستهزاء والتقليل من قدرتها وعطاءاتها والاستهانة بعقلها والاستخفاف بمشاعرها وأحلامها ورغباتها والتقليل أيضاً أو سحب حقها في التمتع بوجوده معها ولها لو لساعتين على بعضها ، وأشياء أخرى كثيرة لو فكرنا بجمعها لن ننتهي ، هذه النوعية من الرجال مساكين لأنهم (تعساء) يعيشون لسنوات في ظل الحرية دون الوصول يوماً إلى الإكتفاء ،أو الشعور بالسعادة الحقيقية ، دائماً يشعرون بالعطش والجوع للسعادة دون أن يتذوقوا الإشباع الحقيقي ، هؤلاء مساكين أيضاً لأنهم لُقِنو هذه الأفكار منذ المهد ، من البيت حيث طبيعة العلاقات في الأسرة ذاتها موجودة بين الأم والأب والمجتمع برمته من حولهم.
ولا أريد أن أقول أن الرجل فقط هو من يحمل السلبيات فقط ، بل هناك نساء لا يحترمن أزواجهن أو أي رجل آخر ، فتجدهن يتصيدن الأخطاء ويتعمدن التهميش والتقليل ولا يحترمن رجالهن داخل المنزل وخارجه ، وهن متواجدات بيننا ولا بد أن تمر إحداهن في حياتنا.
اختصاراً هناك ثلاث رسائل أبعثها إلى الطرفين..


الأول : عزيزي الرجل ، حين تبدي احترامك لامرأتك أو أي امرأة لا تظن أنك قد نقصت من مقدار رجولتك شيئاً ، على العكس ، أتعلم لمَ؟ لأنك الاحتواء الجميل ومصدر الأمان والعقل الضابط لإحساس أي أنثى. الثاني: وأنتِ عزيزتي المرأة ، لا تعتقدي أن احترامك لرجلك أو أي رجل آخر قد يفقدكِ ذاتك أو يمنحكِ الشخصية التي تحلمين بفرضها على غريمك الرجل ، أتعلمين أيضاً لمَ ؟ لأنك سموتِ برقة أنوثتك فأنتِ سر ذلك الاحتواء الجميل وسر منحه السعادة ، والثالث: من المهم جداً لكما أن تعلما ( المرأة والرجل) أن الاحترام لا ينبع إلا من احترامنا لذواتنا ، ونضج أفكارنا ، وحسن أخلاقنا.
بقيت لي سطور..
الإحترام أهم من الحب ، ولكن ما تطلبه المرأة منك أيها الرجل ، أن تحترم عقلها ، انسانيتها ، عاطفتها ، اهتماماتها ، نفسيتها ، حريتها ، ثرثرتها ، كل ما فيها ، لأنها في النهاية تنبض لك أنت فقط فأنت شريكها في الحياة .

منقول للكاتبه والمحرره الصحفيه
امينه عبدالله




من مواضيعي :
الرد باقتباس