عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07/05/2009, 02:22 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
: جـــولة في مدينة حلب " بسوريا "

العهد العربي الحمداني

وأصبحت حلب مركزاً للحكم العربي في عهد الدولة الحمدانية بقيادة أميرها سيف الدولة الحمداني، وقد لقيت عناية عظيمة منه وبصورة خاصة القلعة، وهاجم الإمبراطور البيزنطي (نقفور فوكاس) حلب سنة (351هـ/962م) وفتحها وخرب سورها وأحرق قصر سيف الدولة، وحمت القلعة الحلبيين من طغيان البيزنطيين بعد اعتصامهم بها.




ابن جبير يصف القلعة

يذكر ابن جبير في رحلته في وصف قلعة حلب فيقول: "لها قلعة شهيرة الامتناع، ثابتة الارتفاع، معدومة الشبيه والنظير في القلاع، تناهت حصانة أن ترام أو تستطاع، قاعدة كبيرة، مائدة في الأرض مستديرة، منحوتة الأرجاء، موضوعة على نسبة اعتدال واستواء، فسبحان من أحكم تدبيرها وتقديرها، وأشبع كيف شاء تصويرها وتدويرها، عتيقة في الأزل، حديثة وإن لم تزل، طاولت الأيام والأعوام، وشبعت الخواص والعوام".



أبعاد القلعة

من الأعلى 237x375 متراً، ومن الأسفل 350x525 متراً، ويبلغ عرض الخندق المحيط بها 30 متراً، وعمقه حوالي 32 متراً، وصف سطحه بحجارة ملساء لمنع التسلق، وكان الخندق يملأ بالمياه التي ترد إلى القلعة من خلال قناة من نبع "حيلان".


ولعل أجمل ما في القلعة مدخلها الرئيس الشهير، ويتألف من جسر حجري محمول على قناطر يوصل إلى البرج الأول الذي يقع وسط الخندق ويعطي شعوراً بالرهبة لارتفاعه ومنعته، ويفضي البرج إلى جسر حجري آخر محمول على ست قناطر حجرية، لنصل بعدها إلى واجهة كبيرة عملاقة مبنية بحجر مزخرف وتبرز منها فجوات طويلة ذات عرض محدود (ضيقة) ترمى منها السهام.



قاعة العرش

وبعد اجتياز الدرج صعوداً نصل إلى قاعة العرش التي هي آية في الجمال والفن والفخامة، فهي تأخذ بالألباب وتدهش الأبصار لما تحتويه من أنواع الزخارف الشرقية المتمثلة بالعجمي والموزاييك والزجاج المعشق والحفر على الخشب والمطعم بالصدف والثريات الضخمة المتدلية من السقف الذي يبدو كلوحة طبيعية خلابة.


وتعد قاعة العرش من أهم الأوابد الأثرية في سوريا، إذ يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع الميلادي، وتقع فوق برجي مدخل القلعة الرئيسين، وقد تم كساء سقف القاعة بأحد عشر سقفاً مزخرفاً بزخارف نباتية، منها أربعة ذات أعمدة من الطراز المعروف بالعجمي، أما جدرانها فأحيطت بإطار خشبي ضمت حشواته مختلف أنواع زخارف الخط العربي، كما كسيت أرض القاعة بالمشقفات الرخامية ذات الأشكال المختلفة المأخوذة من الدور الحلبية الأثرية، وتتوسط القاعة بحيرة ماء أيوبية الطراز نقلت من دمشق.


ومما يلفت الانتباه في هذه القاعة الرائعة الجمال أن النوافذ مصممة بحيث تسمح بدخول كميات كبيرة من أشعة الشمس من خلف كرسي الملك إلى أمامه مما يعطي شعوراً بالانبهار.







يتبع >>>



من مواضيعي :
الرد باقتباس