الموضوع: الحب المبارك
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10/02/2011, 12:41 PM
صورة لـ عبداللطيف أحمد فؤاد
عبداللطيف أحمد فؤاد
شاعر
 
الحب المبارك


يا شمعة تُنير جميع البُلدان

يا ياسمينة تُعطر كل البلاد

يا بسمة تجتث حزن الفؤاد

يا نسمة تروى الكون الظمآن

أنا البُلبل المحروق الجناح

وأحُبكِ وبعض الحُب ذبّاح

فمتى تعود لعُروبتنا الأفراح؟

ومتى تكف القلوب عن النواح؟

ومتى تتحد الأجساد كالأرواح؟

عُمرى أنتِ الجِنان و التيجان

يا أُمْ البنات اننى أنا وحدى

الذى رفعك فوق موج السحاب

فلِمَ تقتلينى وترمينى للكلاب!

يا مَلِكتى اننى أنا وحدى الذى

فضّلتكِ على العرب و الأغراب

يا دُرة النساء اننى أنا وحدى

الذى أعدمتيه بتهمة الإعجاب

يا أُم الرِقة أنا الفرعون الذى

بكى لحالى الطير و الأعشاب

يا أميرة حُبى أنا وحدى الذى

أتنفسكِ يا شواطئ النسرين

يا عميقة العينين لَمْ يَقتل محمد

فاصبروا حتى يأتيكم اليقين

يا أُمْ ديما يا سعدى والأنين

حُبنا يقول للكون كن فيكون

حُبنا يقول للكون كن فيكون

يكتب عنه الإنجليز واليابانيون

والرُسل والمنجمون والإعلاميون

والكواكب والمؤرخون يكتبون

بكل اللغات دِولاً مِن مُجلدات

ويعقد رؤوساء الدول المؤتمرات

لمناقشة غرامنا وآخر المُستجدات

وتزخر مروج لبنان بالمهرجانات

وتقيم القاهرة لهوانا الاحتفالات

وترفع الشعوب لحُبنا الأعلام

فنحن ملوكهم منذ آلاف الأعوام

فلا تتعللِ بأننى أصغر سنين

يا ابنة الجَمال هاتى لى آيات

تُعلّق الجثمان على العمدان

تُحرّم حُبنا و سأعلن للفضائيات

أننى أتخلى عن كل الأديان

أننى أهجر جميع الأوطان

ولكن المحبة فى قلب القرآن

و انما المودة فى جبين الرسالات

وحبُنا التاريخي يفوق الجنات

واعملى توكيل لقلبك الكبير

كى يُنقذ العالم مِن السعير

وأتعرفين أين مركز السعير؟

إنهما قلبانا قبل خلق التكوين

يشتعلان وسيحرقان البحور

يا وطن الأمان اننى أنا وحدى

المُصغى لدقات قلبكِ منذ قرون

فلِمَ الفراق يا سلطانة الياسمين

يا أميرة شِعرى اننى أنا وحدى

الرجل الوحيد فى العالمين

يا ضفائر مِن ذهبٍ اننى أنا وحدى

الملاك فانسى ماضى الشياطين

ديما أسرعى بزيارةٍ مع المُقربين

وأقنعوها اننى المُستقبل السعيد

وباركوا حُبنا كى يُغرّد الوجود

كى نمحو آثار الجُرحْ العتيد

كى نهبكم الشّهدْ و الأشقاء

كى نجتث الطائفية والدماء

كى ننثر على العرب الرخاء

و زينة أرسلتْ الرضا و الورود

فى خطابٍ تحمله خمس طائرات

ويقرأه الزعماء مِن الحياة للمات

وحياتنا هى اللحن و النشيد

ونُزهل الأكوان بسِحر التغريد

فنحن أمراء ملائكة المعبود

فهيا للعلياء والغرام السعيد

فهيا نجرى على شاطئ النعيم

ونجلس ونُخطط لحُلمنا العظيم

ونُحقق أحلامنا وترعانا النجوم



وهيا نطير فوق أمواج الغيوم

فما أنا إلا الأشعة وأنتِ الشمس

فما أنا إلا الموج و أنتِ البحرُ

فما أنا إلا الزهر وأنتِ العطرُ

فهل يفصل بيننا ماض أو حَدُ؟!

أبداً لن يحدث يا قنديل العُمر

أبداً لن يحدث يا لؤلؤة الدهر


عبداللطيف أحمد فؤاد




من مواضيعي :
الرد باقتباس