بعيدة عن الديار
طفلة تسير وسط النهار
وحيدة مع دميتها الممزقة الاشلاء
معلقة أوراق غربتها على الجدران
أحترقت احلامها في بداية المشوار
وأمالها في بقايا نيران الحياة
تود لو تروي حزنها
لتحكي تنهداتها
لكن لا تجد أحدا يسمع صرختها
يشعر بألمها
وفي نهاية سيرها
وجدت قصرا قديما مهدم الأركان
وبيوت العنكبوت تحيط بأرجائه
لكنها تسير
لا تعرف المصير
لتبحث عن حضن دافئ يحتويها
الذي قد يجد حلا لضياعها
ويخفف عنها حزنها
صرخت ولم تسمع صدى صوتها
لكنها لمحت تلك العجوز الجالسة هناك
في تلك الزاوية الخرساء
فأرتسمت أبتسامة صغيرة
مختلطة بدموعها
ولكن كلما حاولت السير للوصول إلى تلك العجوز
ضربات البرد هدت من جسدها النحيل قوته
لكنها تسير
ووصلت وجلست على ركبتيها
شاكرة المرأة العجوز على سماحها لها بالجلوس
بدأت تحكي تشكي تتألم تبكي
وتحضن دميتها
والعجوز لا تحرك ساكنا
لا تشعر بألمها أبدا
فأشارت لها العجوز بأنها لا تستطيع الكلام
ولا حتى سماعها
وسارت تاركة العجوز ورائها
على الرمال الباردة
حافية القدمين طابعة خطواتها على الرمال
لتأتي الرياح تمحو بقايا ذكرياتها
من على الوجود
وكان نهاية خطابها
(لا مكان لي هنا .....سأرحل أين أنتم أيتها الأرواح الطيبة خذوني معكم)