عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10/02/2006, 01:18 AM
صورة لـ سماء بلادي
سماء بلادي
خليــل
 
الموت قبل الحياه !



[grade="FF1493 FF1493 000000 FF1493 FF1493"]أما بعد ....
كثيــرا ما سـالت نفسي .. لما قدم الله ذكر الموت على الحياه .فحينما تقـرأ هذه الآيـه الكريمه..


(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاوَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
سورة الملك رقم الآية(67)
رغم أن الله سبحانه وتعالى خلق الحياة قبل أن يخلق الموت ..
أولم تتفكر معي أخي المسـلم ..
فكتاب الله سبحانه وتعالى دقيق في تعابيره .. تعالى الله أن يقول شيئا لا معنى له .. فلا بد أن يكون هناك سببا عظيم ..
تخيل معي ..
حينما يرغب المهندس المعماري تشيد بناء لا بد أن يضع خطط مستقبليه لينجح البناء ...فهو لم يفكر اولا في الشكل النهائي وفي ميلاد البناء وإنما فكـر في امكانية نجاح عمرانه .. هنا اهتديت لحكمة وهي ان الله سبحانه وتعالى قدم الموت على الحياه ليوضح للانسان بأن كل ما يعمله مصيره للزوال إن لم يخطط في حياته لاخرته .. فخريطة البناء هي حياتنا على سطح كوكب الارض فنرى بعض البشر لم يخططوا لبناء حياتهم فتراهم يسعون في كل ركنا ارضي وكأنهم مخلدين متناسين بأن البناء لن ينجح اكتماله ..فإن هو تناسى الموت سيتعامل مع الحياه لتحقيق كل ما يشقيه وينصرف عن كل سعاده فيشقى ولا يسعد ... ولسوف يفاجأ منها بمطبات تهلك‏.‏ ولكن إذا وضع مشروع حياته التي سيعالجها وسيمشي على أساسها‏؛‏ وقد وضع نصب عينيه قبل كل شيء أن هذه الحياة تنتهي بغلاف مع مقومات الحياة بالطريقة التي تسعده وتسعد أبناء جنسه‏،‏ وتبعد عنه مغبات الشقاء كلها‏.‏إذن فالحياة مقدَّمة على الموت من حيث المراحل المادية‏،‏ من حيث الواقع التنفيذي‏ ولكن الموت مقدم على الحياة من حيث رسم المشروع‏،‏ من حيث وضع الخطة .... والمهندسون عندما يضعون خططهم يضعون في اعتبارهم النهايات التنفيذية قبل البدايات‏،‏ وهذا شرط أساس وعلمي لابد منه‏.... فالانسان الذي لا يضع نصب عينه في أول دخوله على هذا العالم بأن منتهى هذه الحياه هو الموت فإنه لا بد بأن يشقى ولا يسعد فهو تجاهل اساس من اساسيات حياته ... كثيرون هم الذي يشكون إليَّ أنهم لا يكادون ينسون الموت‏،‏ وأن تذكرهم للموت يزجهم في مخافة وفي خشية وفي وحشة‏.‏ قلت:إن السبب في هذا لا يعود إلى تذكر الموت‏،‏ ولكنه يعود إلأنك تتذكر الموت ولا تتذكر الإله الذي حكم عليك بالموت‏.إن الانسان الفارغ القلب من ذكر الله ومن الايمـان هو الذي تستوحش روحه لذكر الموت ويعتبر الموت وادي سحيق يزج به فيه .. لذا فان ذكر الموت يخيفه ويشعرة بالضيق .. كيف لا وهو في أي لحظه معرض للسقوط في الهاويه ...عافنا الله وإيــاكم من الهاويه وجعلنا ممن يعملون الخير ...
الكاتب : سماء بلادي






من مواضيعي :
الرد باقتباس