عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 23/06/2006, 12:10 AM
صورة لـ سماء بلادي
سماء بلادي
خليــل
 
الغالية منــال .. كم أشعر بآهاتك وآلامك ..وكم أحس بمدى قلقك على إخوانك ...
منــال ما أجمل أن تكوني قريبه منهم أكثر ... وما أروع أن تجعليهم يحسون
بمدى حبك .. أخوك الدي خاصمته لمدة عام لما لا تفتحين معة صفحة جديدة ..
النصيحة يجب أن تكون بإتقان فيجب أن يعوا بأن أمر ترك الصلاة رغم
أنهم حتما واعين بلا شك .. ولكن اؤقن بأنهم يشعرون بمدى الخطأ
الجسيم المرتكب .. فأكيد أن الاب والام على صلاح فبلا شك إنهم كانوا
يعلمونهم فروض الصلاة .. ولقد آثارت مشكلتك ماتجدينه من ألم فمت
بالبحث في بحر الانترنيت لكيفية النصيحة لمن يترك الصلاة .... إليك ما قرأته وعسى
أن تستطعين أن تصلحين حال إخوانك ..فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ..


[bdr][/bdr]

إن الجواب الشافي والدواء الكافي لما تعانيه -أخي الكريم- نستلهمه من السيرة العطرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نستطيع أن نجمله فيما يلي:
1- أن دعوة الناس إلى ربهم من آكد شروطها أن تكون بالحسنى والرفق، امتثالا للأوامر الربانية التي تحرم التعنيف على الناس وفرض الأمر عليهم وإن كان حقا مبينا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.

2- القدوة الحسنة:
وهي مفتاح الأمر، فالدعوة بالحال أبلغ من الدعوة بالمقال، ولنا في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في ذلك.. تأمل كيف كان قومه يحاربون دعوته ليلا ونهارا، سرا وجهارا، ولكن لا يمنعهم عنادهم وكفرهم برسول الله أن يودعوا أماناتهم عنده، فهو بشهادتهم: "الصادق الأمين"، وهو ذو الخلق الأسمى الذي تحتكم إلى رأيه عقول قريش الراجحة.

3-الصبر وطول النفس:
فإن من أسرار الله تعالى المودعة في هذا المخلوق العجيب الذي يسمى "الإنسان" أنه لا يقبل الشيء ولا يمتثل له إذا أحس أن في الأمر ضغوطا ودفعا، وعليه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألف الناس أولا.. مرة بالعطاء، ومرة بقضاء حوائجهم، ومرة بصلة رحمهم، ومرة بالعفو عنهم قبل أن يعرض عليهم دعوة الله.
وعليه، فكل داعية ينبغي أن يعرف أن للنفوس مداخل ومفاتيح من عثر عليها فقد تمكن من رقاب الناس، وأَمَالَهُم إلى ما يريده منهم، وهو ما يعبر عنه المثل العربي بـ"الإيناس قبل الإبساس".

واعلم -أخي الكريم- أن سرعة الغضب والشدة على الناس من أعظم الآفات التي تعيق عملية التواصل والدعوة إلى الله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وهي إشارة إلهية عظيمة وفريدة في التعامل مع الخلق، فالذي جعل الناس تلتف حول الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كثرة الحديث ولا الجبروت ولا الجاه –حاشا لله- وإنما الرحمة والعطف والتأني في الشدائد وعدم التسرع.



4- الدعاء بظهر الغيب:
وهو بنظري أساسٌ في الأمر على كل أحواله، فإنك (لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، الدعاء بظهر الغيب دبر الصلوات المكتوبات وفي جوف الليل وأنت لربك ساجد لحظة انكسار كُلِّي لمولاك وتوسل ما بعده توسل، تطلب حاجتك من الكريم الوهاب أن يهدي أخاك ويتوب عليه.. نداء من قلب مؤمن لرب رحيم يستحي أن يسمع تضرع عبده ولا يجيبه (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

5- تقديم الترغيب على الترهيب:
فما أحوجنا إلى صناعة التوازن في خطابنا الدعوي وأن نحدث الناس عن الجنة ونعيمها والحور العين وعن مقام المتقين والتائبين، علها تحرك في قلوبهم الشوق إلى الجنة والإنابة إلى الله مع الحديث عن ذكر النار وعذابها، وأهوال يوم القيامة، وعذاب القبر.. وكثيرة هي الآيات التي تدل على تقديم الترغيب:
- (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا).
- (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا).
- (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا).

ويضيف الأستاذ عادل إقليعي، عضو فريق الاستشارات من المغرب:
أخي عبيد الله؛
إذا كان ما ذكره أخي الأستاذ عبد الجليل هو حال تعاملنا مع عموم الناس؛ فإن دعوة الأقارب تعتبر من الأهمية بمكان، ولها خصوصية في شرعنا الحنيف، فالله تعالى يقول: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، ويقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).. وقد أورد الإمام ابن كثير في تفسيره عند شرح هذه الآية قول الضحاك ومقاتل: "حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه".

فالدعوة العائلية هي نقطة البداية لإصلاح المجتمع، فمن أسرنا يتكون المجتمع.. وإذا حرصنا أن ندعو أقرباءنا: إخواننا، وأخوتنا، وأعمامنا، وأخوالنا... فإن ذلك من شأنه أن يجعل بيوتنا بيوتًا سعيدة مطمئنة بالله تعالى، عامرة بالذكر وقراءة القرآن.. وكل هذا من شأنه أن يقوي عود وعزيمة الداعية خارج بيته.

ولذلك أخي أقترح عليك بعضا من الوسائل التي أحسبها مهمة في دعوة أخيك الذي لا يصلي، ولكنه على فطرة الإسلام إن شاء الله –نسأل الله تعالى له الهداية ولكل المسلمين-:
1- تجنب بداية كل ما من شأنه أن يباعد بينكما من مواضيع مختلف فيها، أو أن يكون حديثك كله يدور حول العقاب والعذاب للعاصين.

2- حاول قدر الإمكان مقاومة وإبعاد –بالتي هي أحسن- كل ما من شأنه أن يهدم خططك الدعوية من شرائط فاسدة وصور ماجنة وأصدقاء فاسدين له.. تحايل عليه بالخير وأقنعه بالتخلص منها على الأقل في البيت، ثم تدرج.. فدعوتنا دعوة رحمة وتدرج.

3- احذر أن تشاركه سقطاته وهفواته وغفلاته، فإنها ستبقى سكين على عنق أي نصيحة تسديها له، ولن يتجاوز كلامك أذنه، فما بالك أن يصل قلبه.. وابق دائما في نظره القدوة والنموذج، وتأكد رغم أنه يكبرك سنا فإنه سيفتخر بك في غيبتك وربما حتى في حضورك.

4-الدعوة سلوك وصبر، ولذلك لا تتعجل النتائج مهما قمت به من جهد، فلا ندري متى يقذف الله في قلبه هبة الإيمان واليقظة من الغفلة والنسيان.

5- ابحث له عن أصدقاء خيرين، والدال على الخير كفاعله، ولكن لا تجعل معرفته بهم مباشرة ومقحمة، بل دعه يتعرف عليهم بطريقة غير مباشرة حتى لا يحس أنك تتدخل في أموره الشخصية وفي قناعاته، فأنت تعرف ميوله وطباعه.. وفي ديننا فسح كثيرة يجب أن نستغلها، فأظهر له منها الكثير حتى يعلم أننا نضحك ونلعب، ولنا في الأناشيد والمسرح والطرائف.

6- ساعده في أموره وشاركه فيما لا يغضب الله تعالى، ولا تبنِ بينك وبينه حائط القطع، وقد صدق الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ....... فطالما استعبد الناس إحسان

7- لا تنس الشرائط والكتيبات الدعوية صغيرة الحجم عظيمة الفائدة، وخاصة تلك التي تحكي تجارب عصاة تابوا إلى الله، فكم من عاصٍ يزيد في معصيته لجهله بأن الله تعالى سيتوب عليه إن أقلع عن ذنبه، وتحجب التوبة عنه لاستعظامه ذنبه ويأسه من رحمة الله تعالى.

ثم إذا كانت بينكما مناقشات وحوارات فلتكن بكلام طيب، وتذكر الرد اللين لسيدنا إبراهيم عليه السلام على أبيه لما رفض دعوته وأصر على عبادة الأصنام التي كان يصنعها: (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا).. ونماذج كثيرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية نحتاج أن نقف عليها لتصبح ممارسات عملية في سلوكنا الدعوي -سواء مع أقاربنا أو غيرهم من إخواننا في الدين-، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أطب الكلام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وصل بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام) رواه ابن حبان وصححه الألباني.

وتذكر -أخي الكريم- أثناء هذا العمل الدعوي الجليل الذي تحرص عليه لتنقذ أخيك من الضلال والمعصية هذه القاعدة الذهبية:
أن الهداية بيد الله تعالى، فنحن نأخذ بالأسباب والله تعالى يقرر النتائج، وقد قال سبحانه: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، ولا تنسى نماذج دعوة الأنبياء عليهم السلام والصالحين لأقربائهم الذين لم يستجيبوا لهم.. فإذا حدث هذا فاعلم أنه لا ينقص من أجرك شيئا، فاصبر ولا تيأس ولا تقنط.



من مواضيعي :