عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20/06/2015, 10:43 AM
صورة لـ صابر حجازى
صابر حجازى
الاديب المصري
الاديب المصري
 
الله اكبر بحث شامل عن شهر رمضان الفضيل


بحث شامل عن شهر رمضان الفضيل
شهر الصيام والقران
..............................






معلومات متعددة تم جمعها في موضوع واحد للفائدة

فأسأل الله سبحانه أن يتقبل منا و منكم صالح العمل

اللهم آآمين




ملف كامل عن شهر رمضان

الفصل اللأول


وقفات
و فوائد و آداب




أولاً:
استقبال شهر رمضان:



كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يهنئ أصحابه بقدوم شهر رمضان، كما في الحديث الذي
رواه سلمان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم خطب في آخر يوم من شعبان، فقال:
"قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر جعل الله صيامه فريضة، و قيام ليله تطوعاً،
شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة
فيما سواه، و من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، و هو شهر
الصبر، و الصبر ثوابه الجنة، و شهر المواساة، و شهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطّر
فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، و عتقاً لرقبته من النار، و كان له مثل أجره من غير
أن ينقص من أجر الصائم شيء" قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر
الصائم، قال: "يعطي الله هذا الأجر لمن فطر صائماً على مذقة لبن، أو شربة
ماء، أو تمرة، و من أشبع فيه صائماً، أو من سقى فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة
لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما
ربكم، و خصلتين لا غنى بكم عنهما. أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن
لا إله إلا الله، و الاستغفار، و أما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألونه
الجنة، و تستعيذون به من النار"(أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم 1887).


و
روي أيضاً أنه عليه الصلاة و السلام كان يفرح بقدوم رمضان، فكان إذا دخل رجب يقول:
"اللهم بارك لنا في رجب و شعبان، و بلَّغنا رمضان"


و
هكذا كان السلف -رحمهم الله- يفرحون به، و يدعون الله به، فكانوا يدعون الله ستة
أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، فتكون سنتهم كلها
اهتماماً برمضان.


و
في حديث مرفوع رواه ابن أبي الدنيا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لو
تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان".


و
نشاهد الناس عامة، مطيعهم و عاصيهم، أفرادهم و جماعاتهم، يفرحون بحلول الشهر
الكريم، و يظهرون جداً و نشاطاً عندما يأتي أول الشهر؛ فنجدهم يسارعون الخُطا إلى
المساجد، و يكثرون من القراءة و من الأذكار، و كذلك نجدهم يتعبدون بالكثير من
العبادات في أوقات متعددة، و لكن يظهر في كثير منهم السأم و التعب بعد مدة وجيزة!
فيقصِّرون، أو يخلّون في كثير من الأعمال! نسأل الله العافية.


ثانياً:
من فوائد الصيام:


إن
الله سبحانه و تعالى ما شرع هذا الصيام لأجل مس الجوع و الظمأ، و ما شرع هذا
الصيام لأجل أن نعذب أنفسنا، بل لابد من فوائد لهذا الصيام قد تظهر و قد تخفى على
الكثير، و من هذه الفوائد:


1- حصول التقوى:


فإن
الله لما أمر بالصيام قرنه بالتقوى، كما في قول الله تعالى: ((كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))(البقرة:183)، فجعل التقوى مترتبة على
الصيام.


و
لكن متى تحصل التقوى للصائم؟


التقوى
هي: توقِّي عذاب الله، و توقي سخطه، و أن يجعل العبد بينه و بين معصية الله
حاجزاً، و وقاية، و ستراً منيعاً.


و
لا شك أن الصيام من أسباب حصول التقوى، ذلك أن الإنسان ما دام ممسكاً في نهاره عن
هذه المفطرات -التي هي الطعام و الشراب و النساء- فإنه متى دعته نفسه في نهاره إلى
معصية من المعاصي رجع إلى نفسه فقال:


كيف
أفعل معصية و أنا متلبس بطاعة الله؟!


بل
كيف أترك المباحات و أفعل المحرمات؟!!


و
لهذا ذكر العلماء أنه لا يتم الصيام بترك المباحات إلا بعد أن يتقرب العبد بترك
المحرمات في كل زمان؛ و المحرمات مثل: المعاملات الربوية، و الغش، و الخداع، و كسب
المال الحرام، و أخذ المال بغير حق، و نحو ذلك كالسرقة، و النهب، و هذه محرمة في
كل وقت، و تزداد حرمتها مع أفضلية الزمان كشهر رمضان.


و
من المحرمات كذلك: محرمات اللسان؛ كالغيبة، و النميمة، و السباب، و الشتم، و
اللعن، و القذف، و ما إلى ذلك. فإن هذه كلها محرمات في كل حال، و لا يتم الصيام
حقيقة، و يثاب عليه إلا مع تركها.


روى
الإمام أحمد في مسنده(5/431) عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم:


"أن امرأتين صامتا فكادتا أن تموتا من العطش، فذكرتا للنبي صلى الله عليه و
سلم، فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له، فأعرض عنهما، ثم دعاهما فأمرهما أن يتقيئا فتقيئتا
ملء قدح قيحاً و دماً و صديداً و لحماً عبيطاً! فقال: "إن هاتين صامتا عما
أحل الله، و أفطرتا على ما حرم الله عز و جل عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى
فجعلتا يأكلان لحوم الناس".


و
لأجل ذلك ورد في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه و سلم: "ليس الصيام
من الطعام و الشراب، إنما الصيام من اللغو و الرفث"(أخرجه البيهقي في السنن
الكبرى: 4/270). و قال صلى الله عليه و سلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع و
العطش، و رب قائم حظه من قيامه السهر".


و
يقول بعضهم شعراً:


إذا لم يكن في السمع مني تصــاون
و في بصري غض، و في منطـقي
صمت


فحظي إذن من صومي الجوع والظمأ
و إن قلت: إني صمت يومي،
فما صمت!


فلا
بد أن يحفظ الصائم جوارحه.


روي
عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الغيبة
و النميمة، و دع أذى الجار، و ليكن عليك سكينة و وقار،و لا تجعل يوم صومك و يوم
فطرك سواء"(ذكره ابن رجب في لطائف المعارف و غيره).


فالذي
يفعل الحرام و هو صائم لا شك أنه لم يتأثر بالصوم، فمن يصوم ثم يرتكب الآثام فليس
من أهل التقوى، فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه و سلم: "من لم يدع قول
الزور و العمل به و الجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه".


2- حفظ الجوارح عن المعاصي:


و
من حِكَمِ الصيام و فوائده أن الإنسان يحفظ وجدانه، و يحفظ جوارحه عن المعاصي، فلا
يقربها، حتى يتم بذلك صيامه، و حتى يتعود بعد ذلك على البعد عن هذه المحرمات
دائماً.


فالإنسان
إذا دعته نفسه إلى أن يتكلم بالزور، أو بالفجور، أو يعمل منكراً: من سب، أو شتم،
أو غير ذلك، تذكر أنه في عبادة، فقال: كيف أتقرب بهذه العبادة، و أضيف إليها
معصية؟!


ليس
من الإنصاف أن يكون في وقت واحد و في حالة واحدة جامعاً بين الأمرين: الطاعة و
المعصية! إن معصيته قد تفسد طاعته، و تمحو ثوابها. فالإنسان مأمور أن يكون محافظاً
على الطاعة في كل أوقاته، و لكن في وقت الصيام أشد.


و
كثير من الناس وقوا أنفسهم في شهر رمضان ثلاثين يوماً، أو تسعة عشرين يوماً عن
المحرمات، فوقاهم الله بقية أعمارهم منها.


و
كثير من الناس كانوا يشربون الخمر، أو الدخان، و ما أشبه ذلك، ثم قهروا أنفسهم في
هذا الشهر، و غلبوها، و فطموها عن شهواتها، و حمتهم معرفتهم لعظم هذه العبادة ألا
يجمعوا معها معصية، و استمروا على ذلك الحال، محافظين على أنفسهم، إلى أن انقضت
أيام الشهر و كان ذلك سبباً لتوبتهم و إقلاعهم و استمرارهم على ذلك الترك لهذه
المحرمات، فكان لهم في هذا الصيام فائدة عظيمة.


و
هكذا أيضاً إذا حافظ العبد على قيامه، و استمر عليه، حمله ذلك على الإكثار من تلك
العبادة فإذا تعبد الإنسان بترك المفطرات، و الصيام لله تعالى، دعاه إيمانه، و
دعاه يقينه، و قلبه السليم إلى أن يتقرب بغيرهما من العبادات.


فتجده
طوال نهاره يحاسب نفسه ماذا عملت؟ و ماذا تزودت؟


تجده
طوال يومه محافظاً على وقته لئلا يضيع بلا فائدة؛ فإذا كان جالساً وحده انشغل
بقراءة، أو بذكر، أو بدعاء، أو يتذكر آلاء الله و آياته.


و
إذا كان في وقت صلاة، صلى ما كتب له من ليل أو نهار، و إن دخلت الصلاة أقبل عليها
بقلبه و قالبه، و أخذ يتأمل و يتفكر ما يقول فيها؛ فيكون الصيام بذلك سبباً في
كثرة الأعمال و القربات كما يكون سبباً للمنع من المحرمات.







من مواضيعي :
الرد باقتباس