![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
شعر و أدب واحة من الخيال والحقيقة ونشر المشاعر النبيلة الهـادفة من شعر وخواطر وروايات |
![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكور
مشـ...كـــــور مشكور......مشكور مشكور............... مشكور مشكور............... .. .........مشكور مشكور.........مشكور. ............. .........مشكور...... ...مشكور مشكور............... مشكور.......... .....مشكور.......... .....مشكور مشكور............... ..........مشكور .................... ..........مشكور مشكور............... ............. .................... ..........مشكور مشكور............... ........... .................... ........مشكور مشكور............... ........ .................... .....مشكور مشكور............... ..... .................... مشكور مشكور............... .. ................مشكو ر مشكور.............. ............مشكور مشكور........... .......مشكور مشكور........ ...مشكور مشكور...... .مشكور مشـــــكـــــور مشكور متابعين و معانقين لأحرفك دمت للكلمه |
#2
|
||||
|
||||
[align=justify]مزرعة الحيوان / الفصل الثاني / جورج أورويل
بعد ثلاثة أيام من ذلك الحدث ـ وكان ذلك في أوائل شهر مارس ـ داهم الموت العجوز ميجر في فراشة، فارق الحياة بسلام ودفن في جانب من بستان الفواكه. وإن مات كبير الخنازير، إلا أن ما بشر به في ذلك اللقاء ترسخ في عقول الحيوانات الذكية وأعطى حياتها بعدا جديدا ومعنى آخر لم تكن تدركه من قبل. لا أحد يعلم متى ستنطلق شرارة الثورة التي تنبأ بها ميجر، ولم يكن ثمة ما يحمل على الاعتقاد أنها ستتحقق خلال حياة الحيوانات التي اجتمعت واستمعت للعجوز وهو يدعوها إلى حمل وصيته وتبليغها إلى الأجيال القادمة، لكن على الرغم من ذلك، كانت الحيوانات مؤمنة أن من واجبها التحضر والإعداد للثورة. وكان من الطبيعي أن تضطلع الخنازير بمهمة توعية وتدريس بقية الحيوانات وتنظيمها. فهي، وباعتراف الجميع، أكثرها ذكاءً. وكان من بينها خنزيران يافعان لهما شأن كبير: الأول يدعى سنوبول والآخر اسمه نابولين. كان نابولين ضخم الجثة وقبيح الطلعة.. لا يجيد الكلام، ولكنه يشتهر بطرقته "الميكيافلية" في الوصول لما يريد، فالغاية عنده دائما تبرر الوسيلة. أما سنوبول فكان خنزيرا مفعما بالحيوية وأكثر نشاطا عن نابولين، وكان طليق اللسان وسريع البديهة، وله قدرة على الابتكار، ولكن شخصيته كانت أقل عمقا من نابولين. ومن بين الخنازير التي كانت تنتظر ذبحها واحد اسمه سكويلر... سمين الجسد وذو وجه مدور وعينين لامعتين، وكان رشيق الحركة وحاد الصوت. كان سكويلر متحدثا بارعا له قدرة رهيبة على الحوار والإقناع.. مما حدا بالحيوانات الأخرى الى القول أن باستطاعة " سكويلر" تحويل الأسود إلى ابيض! لقد عمل الثلاثة على توسيع مضامين حديث العجوز ميجر وجعلوا منها نظاما فكريا متكاملا أطلقوا عليه اسم "الحيوانية"، وأخذوا ينظمون اجتماعات سرية لشرح أسس ومبادئ الحيوانية. يبد أن لقاءاتهم الأولى اتسمت بكثير من النقاش السطحي واللامبالاة: كانت بعض الحيوانات تطرح مسألة الولاء للسيد جونز، وكانت تشير إليه بلقب "السيد"، أو تبدي ملاحظات عفوية مثل: ـ "السيد جونز يطعمنا وسنموت جوعا إذا غاب". وكان بعضها الآخر يسأل: "لماذا نكترث بشأن ما سيحدث بعد موتنا؟". أو تقول: ـ "بما أن الثورة ستتحقق في نهاية المطاف، فما الفرق بين أن نعمل من أجل حدوثها أو لا نعمل؟". وكانت الخنازير تؤكد لها أن كل ذلك مخالف لمبادئ الحيوانية، أما أسخف الأسئلة فكانت تطرحها مولي، المهرة البيضاء، كقولها في أحد الاجتماعات: ـ هل سيسمح لي بتعليق الأشرطة على رقبتي؟ فأجابها سنوبول: ـ يا صديقتي إن الأشرطة التي تغرمين بها والتي تطوق رقبتك وتظفر عرفك ليست سوى شعارٍ للعبودية، فالحرية أسمى وأغنى كثيرا! وكان من الصعوبة بمكان على الخنازير مواجهة الأكاذيب التي يلفقها الغراب موسيس.. لاسيما أنه متحدث بارع.. يجيد الإقناع ولفت الانتباه. وقد ادعى ذات مرة وجود مكان غامض يُدعى "جبل الحلوى" تنتقل إليه الحيوانات بعد مفارقة الحياة! وعلى الرغم من أن الحيوانات تكره الغراب لتقاعسه عن العمل ولبثه الأكاذيب والإشاعات، إلا أن بعضها كان يصدق وجود "جبل الحلوى". كان بوكسر وكلوفر أكثر الحيوانات إخلاصا وانضباطا لهذه الدعوة. ومع أنهما كانا يواجهان صعوبة في التفكير إلا أنهما شديدا الثقة بالحنازير وسريعا الاستيعاب لما تقوله. كانا حريصين على حضور الاجتماعات السرية التي تعقد في الحظيرة، وكانا أول من يتغنى بأنشودة حيوانات إنجلترا التي تنتهي بها الاجتماعات عادة. *** يبدو أن الظروف تهيأت لقيام الثورة قبل أوانها. فقد ساءت أحوال حياة السيد جونز، في السنوات الأخيرة، كثيرا. وعلى الرغم من أنه كان فلاحا قديرا، إلا أن الأمور أخذت منحى لغير صالحة.. لاسيما بعد أن فقد مبلغا من المال في دعوى قضائية. وأخذ يسرف في الشرب على نحو أضر بصحته، وأهمل عمله. كان يمضي أياما بساعاتها جالسا على مقعده في المطبخ يعاقر الخمرة، ويقرأ الجرائد ويرمي فتات الخبز إلى الغراب موسيس بعد أن يبللها بالبيرة.. تاركا عمل المزرعة لرجاله الذين حذوا حذوه، فامتلأت الحقول بالحشائش الضارة وتداعت أسقف بعض المباني بعد أن أهمل صاحب المزرعة صيانتها، ولم تجد الحيوانات من يعتني بها، فرجاله ليسوا أفضل حالا منه، فهم لا يحركون ساكنا أيضا. وذات مساء صيفي ذهب السيد جونز إلى حانة المدينة لتناول الخمر ولم يعد إلى المزرعة إلا في منتصف اليوم التالي. أما رجاله فقد حلبوا الأبقار في الصباح الباكر وذهبوا لصيد الأرانب من دون أن يتجشموا عناء إطعام الحيوانات. وعاد السيد جونز إلى المزرعة.. كان متعبا من شدة السكر، فنام في مقعده والجريدة على وجهه. دخل الليل على الحيوانات من دون طعام؛ فنفدت مقاومتها، ولم تستطع على الجوع صبرا. وكان لابدّ مما ليس منه بدّ، فحطمت إحدى البقرات بقرونها باب مخزن المؤنة وتبعتها بقية الحيوانات إلى داخل المخزن وأكل كل حيوان ما استطاع أكله. وعلى أصوات الصخب الذي أثارته الحيوانات الجائعة استيقظ السيد جونز واستدعى رجاله على وجه السرعة، وخلال دقائق دخل مع أربعة منهم المخزن وأوسعوا الحيوانات ضربا بسياطهم وركلا بأحذيتهم الثقيلة كيفما اتفق. وكان ذلك اكثر مما تستطيع الحيوانات الجائعة تَحَمَُله. وبالإجماع، ومن دون تخطيط مسبق، صبت الحيوانات جام غضبها على مستعبديها، ووجد السيد جونز ورجاله فجأة أنفسهم وسط حيوانات هائجة تنطحهم وترفسهم وتعضهم من كل صوب وجانب، وخرج الوضع عن نطاق سيطرتهم. فقد أصابهم التمرد المفاجئ لحيوانات اعتادوا ضربها واثارة هلعها كلما حلا لهم، بالذعر والخوف، وسركان ما كفوا الدفاع عن أنفسهم وولوا الأدبار مطلقين سيقانهم للريح على الطريق المؤدية إلى البوابة الرئيسية، والحيوانات تجري خلفهم حتى أخرجتهم إلى الطريق العام وأوصدت البوابة خلفهم. وحينئذ ـ فقط ـ أدركت الحيوانات ما حدث: لقد قامت الثورة وكُللت بالنجاح، وطرد جونز وزوجته وأصبحت المزرعة ملكا لها. كان الحدث عظيماً، ويصعب تصديقه! وأصاب الذهول الحيوانات كافة حتى أكثر المتفائلين بسرعة قيام الثورة. وحينما استوعبت الحيوانات الثائرة حقيقة ما جرى، أسـرعت الى تفتيش أرجاء المزرعة للتأكد من لا أثر للإنسان داخل حدودها، ثم أقفلت عائدة إلى مباني المزرعة لإزالة ما تبقى من عهد جونز المقيت، فكسرت باب مخزن العدة وأخرجت شكائم اللجام، وحلقات الأنف، والأربطة، والسكاكين المرعبة التي كانت تذبح بها الخنازير وألقت بها في البئر كافة. أما السياط فقد أضرمت فيها النار وسط فرحة الحيوانات وسعادتها الغامرة. وفي غضون دقائق، اختفى كل ما يمت بصلة لعهد جونز. وبعد ذلك قادها سنوبول إلى بيت المؤنة، وقدم لها حصة مضاعفة من الذرة، وقرصين من البسكويت لكل كلب، وأنهت الحيوانات الليلة أولى بعد قيام الثورة بإنشاد أغنية "حيوانات إنجلترا"سبع مرات، وخلدت الى مرابضها ونامت كما لم تنم من قبل. *** استيقظت الحيوانات عند بزوغ الفجر كعادتها، وفجأة تذكرت الحدث الرائع الذي شهدته المزرعة يوم أمس، فأسرعت إلى المرعى حيث تجمعت فوق ربوة تطل على أرجاء المزرعة كلها. ووقفت، والدهشة تكتظ بها محاجر عيونها.. تحدق في أرجاء المزرعة على ضوء الصباح الصافي. نعم.. لقد تحقق الحلم، وصدقت "نبوءة" العجوز ميجر، وأصبحت المزرعة وما فيها وكل ما تراه أمامها ملكها. وراحت الحيوانات ـ مأخوذة بنشوة الانتصار، والفرحة بما تحقق لها ـ تقفز من مكان إلى آخر.. كل يعبر حسب طريقته عن سعادته: تدحرج بعضها في التراب المبلل بالندى، وراح بعضها يقضم العشب الطري، وأخرى أخذت تستنشق رائحة الأرض الزكية، ووقفت اخرى تبتسم وتهز رأسها زهواً بما تراه! وفي غمرة سعادتها، راحت الحيوانات تتجول في أرجاء المزرعة، وتبدي إعجابها بكل ما تراه وكأنها ترى ذلك لاول مرة.. غير مصدقة أن كل ذلك أصبح مُلكها: أكوام العشب، وبستان الفاكهة، ومراعي الخيول الخضراء، وبركة الماء! وأقفلت عائدة إلى مباني المزرعة. دار جونز استحالت ملكها أيضا، لكنها وقفت مترددة أمام باب الدار.. كانت خائفة من الاقتراب منها! وبعد لحظات من الصمت والرهبة، قام سنوبول ونابولين بدفع الباب بأك****ما، ودخلت الحيوانات المنزل في صف واحد وفي منتهى الحذر خوفا من إفساد محتوياته. ثم تجولت في أرجاء المنزل من غرفة إلى أخرى.. تمشى على أطراف أصابعها ويهمس بعضها للبعض الآخر، وكانت تحدق برهبة ودهشة فيما تراه من ترف عيش ونعيم حياة: أغطية الأسرة المبطنة بالريش الناعم، والمرايا الفاخرة، والأرائك الوثيرة المبطنة بوبر الخيول، والتحف النادرة من العصر الفكتوري. وقبل أن تغادر الحيوانات دار السيد جونز اتخذت قراراً جماعيا بالحفاظ على المنزل وتحويله إلى متحف، واتفقت على ألاّ يسكنه من الحيوانات أحد، وألاّ يستخدم ما فيه من أثاث وأدوات! *** بعد تناول الحيوانات طعام الإفطار، دعاها سنوبول ونابولين للاجتماع من جديد. ـ يا رفاق! بدأ سنوبول خطابه، وقال: ـ الساعة السادسة والنصف الآن، وبانتظارنا يوم عمل طويل؛ فاليوم سنبدأ جز الحشيش، لكن قبل ذلك ثمة أمر آخر غاية في الاهمية ينبغي الانتهاء منه. تبين أن الخنازير أمضت الأشهر الثلاثة الأخيرة تُعَلِّم أنفسها القراءة والكتابة بالاستعانة بكتاب تَهْجِئَة قديم يخص أطفال جونز وجدته في كومة النفايات. فقد أرسل نابولين أحدهم لإحضار عبوات من الصبغ الأبيض والأسود، ثم قاد الجميع إلى البوابة الرئيسية حيث وقف سنوبول وقد أمسك بحافره فرشاة كبيرة ـ وكان أفضل من يجيد الكتابة من بين الخنازير ـ ومسح اللوحة التي كتب عليها "مزرعة جونز" وخط مكانها "مزرعة الحيوان".. معلنا عن تغيير اسم المزرعة وإشهار اسمها الجديد من الآن فصاعدا. وانتقل الجميع في أعقاب ذلك إلى مباني المزرعة، حيث أرسل سنوبول بطلب السلم، وأمر بوضعه على جدار الحظيرة الكبيرة. وصرّح سنوبول ونابولين أن الخنازير نجحت خلال دراستها في الأشهر الثلاثة الأخيرة في اختصار مبادئ الحيوانية إلى سبع وصايا، وقال أنها ستدون على جدار الحظيرة، وستغدو، منذ اليوم، قانونا يلتزم الجميع بتطبيقه وهو غير قابل للتغيير. وبصعوبة تسلق سنوبول السلم، وتبعه سكويلر حاملا علب الأصباغ، وكتب الوصايا على الجدار بأحرف كبيرة بيضاء يمكن قراءتها من مسافة ثلاثين ياردة، وهي كالآتي: الوصايا السبع: 1 ـ كل من يمشي على قدمين فهو عدو. 2 ـ كل من يمشي على أربع أقدام أو له أجنحه هو صديق. 3 ـ يحظر على الحيوان ارتداء الملابس. 4 ـ يحظر على الحيوان النوم على سرير. 5 ـ يحظر على الحيوان تعاطي الخمر. 6 ـ لا يجوز لحيوان قتل حيوان آخر. 7 ـ كل الحيوانات متساوية في الحقوق والواجبات. ما أن انتهى سنوبول من كتابة الوصايا حتى قرأها على الأميين منهم بصوت مرتفع.. الذين ظلوا يهزون رؤوسهم كلما أنهى قراءة وصية منها.. بالموافقة حينا وبالاعجاب حينا آخر في حين حفظتها الحيوانات الأكثر ذكاء عن ظهر قلب. بث سنوبول، بعد أن ألقى الفرشاة جانبا، روح التحدي في نفوس الحيوانات قائلا: ـ والآن أيها الرفاق هلُمَّ بنا إلى حقل العُشْب لكي نجعل من مهمة حصاده بسرعة أكبر من تلك التي يعمل بها جونز ورجاله مسألة شرف! وفي غضون ذلك، أبدت الأبقار الثلاث انزعاجها، وعبرت عن ذلك بالخوار بصوت مرتفع بعد أن صعب عليها التحرك بسبب امتلاء أضرعها بالحليب. فقد مضى عليها أربعٌ وعشرون ساعة منذ آخر مرة أفرغت أثداءها التي كانت على وشك الانفجار، فأرسلت الخنازير لجلب دلاء حفظ الحليب وتولت حلب الأبقار بنفسها، وسرعان ما امتلأت الأدلاء بالحليب.. الأمر الذي أثار اهتمام بقية الحيوانات، فسأل أحدها: ـ ماذا سيحدث لكل هذا الحليب؟ فردت احدى الدجاجات: ـ كان جونز يمزج شيئاً منه في طعامنا. فصاح نابولين: ـ لا عليكم بشأن الحليب، سنهتم بأمره. وأضاف وهو يرمق الدجاجة بعين بعد أن تمعن في الأدلاء: ـ المهم الآن الحصاد. هَلُمَّ يا رفاق إلى الحقل، سيتقدمكم الرفيق سنوبول، وسألحق بكم بعد دقائق معدودة. وهكذا انتلقت الحيوانات بهمة ونشاط الى حقل العشب لبدء الحصاد، وحين عادت مساءً بعد أن يوم عمل كامل، لم تجد للحليب أثراً! |
#3
|
||||
|
||||
الفصل الثالث
جاءت جهود الحيوانات وعملها الشاق في الحصاد مردو طيب، فقد أعطت الحقول غلة أكبر مما توقع خير المتفائلين. وعلى الرغم من المصاعب الكثيرة التي واجهتها في استعمال الأدوات المصممة أصلا لاستخدام الإنسان، إلا أن الخنازير كانت دائما تجد الحل المناسب لكل معضلة وتزيل العقبات التي تعترض سير العمل. ونظرا لمعرفتها بكل شبر من الأرض وطبيعة فلاحة المزرعة، ساهمت الخيول على نحو أكثر فاعلية في إنجاز العمل على أكمل وجه، والحقيقة أنها كانت أمهر من جونز ورجاله في جز العشب وتسوية التربة. وكان متوقعا أن تنأى الخنازير بنفسها عن الأعمال البدنية وتضطلع بزمام القيادة والإشراف على الآخرين لتفوقها العقلي على سائر الحيوانات وعلمها بأمور كثيرة يجهلها الآخرون! وقد بذل بوكسر وكلوفر، خلال موسم الحصاد، جهدا إضافيا.. لاسيما على الة الجز ومعدات تقليب التراب، وعملا بإخلاص ومن دون كلل ممتثلين لأوامر الخنزير الذي كان يمشى خلفهما ويصرخ بين الفينة والأخرى: "حا يا رفيق" أو "قف يا رفيق" حسب مقتضى الحال. أظهرت الحيوانات من دون استثناء حماسا منقطع النظير لإنجاز الحصاد قبل موعده، وسعى حتى اضعفها لتحقيق ذلك الهدف، وفي نهاية المطاف أكملت الحيوانات حصد الحقل في فتره أقل بيومين من المدة التي يستغرقها عادة جونز ورجاله وكانت الغلة أكثر من المعتاد ايضا! * * * سار العمل خلال فصل الصيف بانتظام ومثابرة.. شعرت خلاله الحيوانات بسعادة غامرة؛ فكل لقمة طعام تعطي آكلها مذاق الرفاهية ولذة العيش. وقد توفر الغذاء بعد طرد جونز المستبد، وغدا يفي حاجة سكان المزرعة واكثر، وعلاوة على ذلك كان للحيوانات حرية التمتع بأوقات فراغها. كان متوقعا بسبب حداثة التجربة أن تواجه الحيوانات بعض المصاعب في ادارة عمل المزرعة وتنفيذه، ولكن بفضل حذاقة الخنازير معززة بقوة عضلات بوكسر، كانت الحيوانات تجد الحل المناسب لكل صعوبة تحول دون انجاز العمل. غدا بوكسر محط إعجاب الجميع. لقد عُرف عنه، منذ عهد جونز، بقوة الاحتمال، بيد أنه صار بعد قيام الثورة بقوة ثلاثة خيول. وثمة أيام بدت وكأن أعمال المزرعة كلها ملقاة على كاهله.. كان يشاهد منذ الصباح وحتى المساء يسحب هنا ويدفع هناك، وكان موجوداً حيثما تستدعي الحاجة قوته الجبارة. وقد اتفق مع ديك لإيقاضة مبكرا نصف ساعة قبل الحيوانات الاخرى، وتبنى حكمة خاصة به "سأعمل بجهد أكبر".. جواباً لكل معضلة أو نكسة تواجهها الحيوانات. * * * لم تدخر الحيوانات جهداً في سبيل نجاح مبادئ الثورة وترسيخها، فعمل كل بحسب قدرته. فقد استطاع الدجاج والبط، على سبيل المثال، جمع خمسة "بوشلات" من الذرة التي كانت تسقط على الأرض أثناء الحصاد أو خلال نقلها الى المخازن. ولقد تخلصت الحيوانات من عادات سيئة كانت تكثر من ممارستها إبان عهد جونز. فلا أحد يسرق أو يتذمر من طعامه، ولا يستبد حيوان بحيوان آخر أو يشعر بالغيرة منه، ولا أحد يتهاون في أداء مسؤولياته عدا المهر البيضاء مولي التي كانت آخر من يصل إلى موقع العمل وأول من ينصرف منه، كما لوحظ اختفاء القطة، التي أخذت تدور حولها الشبهات، عن الأنظار أثناء ساعات العمل، وتظهر أوقات توزيع حصص الطعام أو بعد انتهاء العمل. بيد أن قيام الثورة وما طرأ على المزرعة من تغيير لم يبدل من سلوك الحمار بنجامين شيئا قط: ظل كما كان عليه دائما ينجز عمله ببطء وثبات.. لا يتهاون في عمل ولا يتطوع لعمل إضافي، وإذا سئل عن الثورة وما حققته فإنه لا يبدي حماسا ولا يعبر عن رأي! * * * يقدم الإفطار يوم الأحد ـ وهو يوم العطلة ـ متأخرا ساعة عن وقته المعتاد. وبعد تناول الإفطار تبدأ الطقوس الأسبوعية: حيث يرفع العلم أولا: وهو عبارة عن قماش أخضر رُسم عليه قرنٌ وحافرٌ.. يرمز اللون الأخضر لحقول إنجلترا، كما شرح لهم سنوبول، الذي صمم العَلَم ورسم عليه الشعار في حين يعبر القرن والحافر عن جمهورية الحيوان القادمة، وبعد رفع العلم تحتشد الحيوانات في الحظيرة للاجتماع العام الذي يجري خلاله وضع خطط عمل الأسبوع القادم. وعلى الرغم من أن القرارات كانت تطرح للنقاش العام خلال جلسة الأحد، إلا أن الخنازير أعطت لنفسها الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا من القرارات بعد سماع وجهات نظر الحيوانات الأخرى. وكان سنوبول ونابولين أكثر المجتمعين حضورا في تناول المسائل المطروحة وفي ابداء ووجهات نظرهما، لكن الملاحظ أنه قلما يوافق أحدهما على اقتراح يطرحه الآخر. وكعادتها في كل لقاء، تنهي الحيوانات اجتماعها بإنشاد "حيوانات إنجلترا". * * * اتخذت الخنازير من غرفة العدة مقراً للقيادة، وأخذت تتدرب مساءً على حرف مثل الحدادة والنجارة وبعض المهارات الأخرى الضرورية.. مستعينة بكتب عثرت عليه في بيت المزرعة. وشغل سنوبول نفسه بتنظيم الحيوانات الأخرى في مجموعات أطلق عليها "اللجان الحيوانية"، فقد شَكَّلَ لجنة إنتاج البيض للدواجن، وجمعية الذيول النظيفة للأبقار، وجمعية تعليم الحيوانات البرية، وجمعيات أخرى مختلفة الأنشطة إلى جانب إدارة مدرسة لتعليم القراءة والكتابة. وتبين لاحقا أن اللجان كانت غير مجدية، ولم تحقق شيئا مما كانت تستهدفه سوى تعليم القراءة والكتابة مع تفاوت مستوى التحصيل من جنس حيوان الى آخر. فقد تمكنت الخنازير من تعلم القراءة والكتابة بإتقان، وكان مستوى الكلاب متوسطا، واقتصر اهتمامها في هذا الجانب على تَعَلُّمْ قراءة الوصايا السبع. موريل، العنزة البيضاء، كانت أفضل من الكلاب وكانت تقرأ في بعض الأمسيات قصاصات الصحف على مسامع الحيوانات الاخرى في حين أتقن الحمار بنجامين القراءة بنفس مستوى الخنازير لكنه لم يكن يبذل جهداً لممارستها اذ لا يوجد ـ حسب قوله ـ ما يستحق القراءة! كلوفر تعلمت الحروف الأبجدية كلها وإن كان يستعصي عليها تكوين جمل كاملة، وتعذر على بوكسر تجاوز الحرف الرابع على الرغم من محاولاته المستميتة لتعلم المزيد! كان يخط الحروف التي يتعلمها بحافره الضخم على التراب ثم يقف وأذناه مشرعتان الى الخلف وعيناه على وسعهما محدقا بالحروف التي رسمها أمامه. لم يكن بوسع الحيوانات الاخرى تجاوز الحرف الأول من الأبجدية، والأسوأ أن الغبية منها، كالخراف والدجاج والبط، عجزت عن حفظ الوصايا السبع عن ظهر قلب.. الأمر الذي دفع سنوبول ـ بعد طول تفكير ـ إلى إيجاز الوصايا السبع في شعار واحد "الخير في ذوات السيقان الأربعة والشر في ذوات الساقين".. مؤكدا أن الشعار يلخص ما نصت عليه وصايا الثورة، ويحتوي على المبادئ الأساسية لفكرة "الحيوانية"، وكل من يستوعب فحواها سيكون بمنأى عن التشبه بالإنسان. اعترضت الطيور على ذلك باعتبار أنها ذوات ساقين، لكن سنوبول اقنعها بعكس ذلك، إذ قال: "جناح الطيور، يا رفاق، عضو من أعضاء الحركة وليس لممارسة أي مهارات أخرى، ويعد بذلك ساقا، أما العلامة المميزة للإنسان فهي يده التي ينفذ بها أعماله الشريرة كافة. لم تفهم الطيور ما أسهب سنوبول في شرحه، لكنها تقبلت توضيحه اقتناعا منها بصواب آرائه، وأخذت الحيوانات الاقل ذكاءً. تحفظه عن ظهر قلب. ولتسهيل الأمر عليها كُتب الشعار بخط كبير على جدار الحظيرة فوق الوصايا السبع مباشرة. أما الخراف فقد نما لديها حب كبير للشعار بعد أن حفظته، فكانت تمضي ساعات تنشد "الخير في ذوات السيقان الأربعة والشر في ذوات الساقين" وهي مستلقية في الحقل تجتر الهواء من دون كلل أو ملل. لم يعرْ نابولين جمعيات سنوبول اهتماما، بل كان يرى أن تعليم الأحداث أكثر أهمية. وفي هذه الأثناء ولدت الكلبتان جسي وبلوبل تسعة جِرَاء، وحالما فُطمت أخذها نابولين بحجة أنه سيتكفل بتربيتها وتعليمها، فخصص لها مكانا تحت سقف غرفة العدة يصعب الوصول إليه إلا بالسلم، فعاشت معزولة عن بقية أفراد المزرعة ولم يعد يُذكر من أمرها شيء! * * * لاحظت بعض الحيوانات، خلال الصيف، اختفاء حليب البقر من دون أسباب واضحة. لم يبدِ أحد اهتماما بالأمر، لكن اتضح لاحقا أن الحليب كان يخلط مع طعام الخنازير. وعندما بدأ موسم قطف التفاح، افترضت الحيوانات أنه سوف يُقَسم بينها بالتساوي، بيد أن الأوامر صدرت بجمع التفاح وتخزينه في غرفة العدة بعد أن استأثرت به الخنازير لنفسها. وعلى الرغم من تذمر الحيوانات الاخرى من ذلك، إلا أن الخنازير لم تعرْ ذلك اهتماما.. لاسيما أنها وَحَّدت موقفها في تلك القضية، حتى أن سنوبول ونابولين ـ اللذين قلما اتفقا ـ لم يختلفا بشأن ذلك الإجراء، وأبديا موقفا موحدا منه، وأُرسل سكويلر لإبداء الإيضاحات الضرورية وإزالة اللبس! ـ أيها رفاق. صرخ سكويلر، وهو يقفز من مكان لآخر. وقال: ـ آمل ألا يظن أحدكم أن ما قمنا به كان بدافع حب الذات والترفع! فالحقيقة أن من بيننا نحن معشر الخنازير من يكره التفاح والحليب، وأنا شخصيا أحد هؤلاء. ولكن غايتنا الوحيدة هي الحفاظ على صحتنا، فقد أثبت العلماء أن التفاح والحليب يحتويان على مواد ضرورية للغاية لحياة الخنازير. وأضاف قائلا: ـ إن الخنازير، كما تعلمون، تضطلع بالمهام العقلية في المزرعة، فإدارة العمل وتنظيمه يعتمدان علينا.. نحن نسهر الليالي ولا ندخر جهدا من أجل راحتكم، لذلك السبب يا رفاق نشرب الحليب ونأكل التفاح. وسأل بصوت هادئ، بعد ان تَفَحصَّ وجوه الحيوانات أمامه.. يبحث بعينيه اللامعتين عن مدى تأثير حديثه عليها: ـ هل تعلمون، يا رفاق، ماذا سيحل بنا إن نحن تقاعسنا عن أداء مهامنا؟ وترك السؤال معلقا لبرهة قبل ان يجيب بصوت أعلى واكثر قوة: ـ سيعود جونز.. أجل سيعود جونز. ثم استدرك بصوت رخيم أراد به تجسيد حجم الكارثة التي ستحل بهم لو عجزت الخنازير عن القيام بواجبات القيادة: ـ وطبعا لا أحد منكم يريد عودة جحونز.. أليس كذلك؟! إذا كان ثمة شيء يحظى بإجماع الحيوانات على اختلاف أجناسها: فهو بغضها لجونز، وحين وُضع لها الأمر على هذا النحو، بات واضحاً ان مصلحة المزرعة تقتضي الحفاظ على صحة الخنازير. واتفقت الحيوانات من دون مزيد من النقاش على تخصيص محصول التفاح والحليب كله لطعام الخنازير فقط. |
#4
|
||||
|
||||
الفصل الرابع
بنهاية الصيف انتشر خبر ثورة حيوانات مزرعة جونز في أرجاء كثيرة من البلاد. أما جونز فقد أمضى الفترة منذ طرده من المزرعة مترددا على حانات الخمر.. متظلما لكل أذن تسمع. يشكو حاله وما وقع له على يد حيوانات مزرعته! وتعاطف بعض الفلاحين مع جونز ليس حبا به وإنما طمعا في استثمار وضعه السيئ، وأخذ كل واحد منهم يفكر في أفضل السبل للاستفادة مما آل إليه حاله. ومن حسن حظ الحيوانات، كانت المزرعتان المجاورتان مهملتان: إحداها تسمى فوكسووود، يملكها رجل كسول يدعى بيلكنجتون.. يقضي معظم أيامه في صيد السمك والقنص، والأخرى تسمى "بنتشفيلد"، صاحبها رجل قاسي الطباع يدعى فريدريك عرف عنه تورطه في قضايا قانونية واشتهر بتعنته في المساومة. ولم يكن الرجلان يكنان لبعضهما من الود شيئا، ولا كانا على وفاق قط حتى للدفاع عن مصالحهما المشتركة! لم يأخذ الرجلان في البداية ما يجري في المزرعة على محمل الجد.. ظنا أن الحيوانات ستعجز عن إدارة شؤون المزرعة، وستموت جوعا بعد أن ينشب الخلاف بينها. وبمرور الأيام، ولم يتحقق شيئا مما توقعاه، وأصبحت المزرعة مصدر إزعاج لهما، وبدأ يتسلل إلى أنفسهما الخوف من انتشار تمرد المزرعة المجاورة بين حيواناتهم، فبذلا ما في وسعيهما لمنع وصول اخبار نجاح ثورة الحيوانات. وأخذ الرجلان يروجان أكاذيب عن الأعمال الشريرة التي تمارس في مزرعة الحيوان، وكيف تبطش الحيوانات ويأكل بعضها البعض الآخر، ويستبيح بعضها إناث البعض الآخر! كانت هذه الروايات، في الحقيقة، ضعيفة المضمون ولا تصدق. وعلى عكس ذلك، فقد انتشر الخبر في أرجاء الريف كله عن المزرعة العجيبة التي طرد منها مزارعٌ فاسدٌ، وتدبرت حيواناتها أمر نفسها بنجاح لا يخطر على بال. فقد دأب سنوبول ونابولين طوال الوقت على إرسال أسراب من الحمام إلى المزارع المجاورة لإخبارها بتمرد الحيوانات على الإنسان وتعليمها "أنشودة حيوانات انجلترا"! * * * وذات يوم من أيام شهر أكتوبر عادت مجموعة من الحمام تدور في الهواء مضطربة وحطت أمام الحظيرة الكبيرة، وأعلنت أنها شاهدت جونز ورجاله ومعهم ستة من رجال فوكسوود وبنتشفيلد قادمين في طريقهم إلى المزرعة.. يحملون العصي وعلى رأسهم جونز مسلحا ببندقية نارية. كان واضحا أنهم قادمون لاستعادة المزرعة. بيد أن الحيوانات لم تؤخذ على حين غرة، فقد توقعت ذلك منذ مدة، وأعدت العدة للتعامل معهم والتصدي لهجومهم: فسنوبول، الذي درس كتاباً عن حملة يوليوس قيصر وجده في دار جونز، كان مؤهلا لتولي الشؤون العسكرية والتخطيط للعمليات الدفاعية. وبمجرد أن أعطى الأوامر اتخذ كل حيوان موقعه المناسب. ما كاد جونز ورجاله يقتربون من مباني المزرعة حتى دفع سنوبول بخط هجومه الأول حيث أمر الحمام، وكان عددها خمس وثلاثين، بالإغارة على الرجال من فوق رؤوسهم؛ فأحدثت ارتباكا في صفوف المهاجمين. وفيما كان الرجال يتدبرون أمر الحمام من فوقهم، إذا بالإوز تظهر فجأة من مخبئها وراء سياج الشجر وأخذت تنقر الرجال في سيقانهم بشراسة وعنف. لم يكن ذلك التكتيك سوى مناورة لبث الفوضى في صفوف المعتدين وتشتيت قوتهم، وكان من السهل على الرجال ضرب الإوز وإبعاده بعصيهم. وفي هذا الوقت دفع سنوبول بخط هجومه الثاني حيث اندفع على رأس مجموعة من الخراف وبنجامين وميوريل نحو جونز ورجاله، وأخذوا يرفسونهم وينطحونهم من كل جانب، بيد أن الرجال، وللمرة الثانية، تغلبوا على الحيوانات بعصيهم وأحذيتهم المصفحة بالحديد والمسامير. وفجأة وبصيحة من سنوبول، التي كانت إشارة بالانسحاب، تراجعت الحيوانات هاربة نحو البوابة ومنها إلى الساحة. تعالت صيحات الانتصار بين الرجال، فقد ظنوا أن عدوهم يفر هاربا من أرض المعركة، فاندفعوا خلفه من دون نظام. وهذا ما كان يهدف إليه سنوبول‘ إذ ما أن أصبح الرجال وسط الساحة حتى اندفعت الخيول الثلاثة والأبقار وبقية الخنازير فجأة خلفهم وقطعت عليهم الطريق. وأعطى سنوبول إشارة الهجوم.. بدأه بنفسه حيث انطلق بسرعة نحو جونز الذي سرعان ما رفع بندقيته وأطلق النار تجاه فأصابه بخدوش طفيفة في ظهره، وأصابت رصاصة أخرى أحد الخراف فأردته قتيلا. ومن دون تردد ألقى سنوبول بثقله على رجلي جونز فأطاح به وسط كومة السماد وطارت بندقيته وسقطت في بركة الطين. ولعل أعظم وقائع المعركة إثارة وعنفا تلك التي خاضها بوكسر: كان يقف منتصبا على قائمتيه الخلفيتين ويسدد اللكمات بحوافره الحديدية وكأنه حصان يافع. وكانت أولى لكماته من نصيب صبي الإسطبل في مزرعة فوكسوود، فأصابته في رأسه وطرحته أرضا بلا حركة. وإزاء ما واجهوه، دخل الرعب قلوب الرجال فألقوا عصيهم وولوا الأدبار، وجرت الحيوانات كلها خلفهم.. تطاردهم في دائرة حول الساحة! لم يبق حيوان إلا وانتقم لنفسه. وبعد خمس دقائق من بدء الغزو عاد الرجال يجرون ذيال الهزيمة إلى الطريق الذي قدموا منه. فر المهاجمون جميعا إلا صبي الإسطبل.. وحين حاول بوكسر تحريكه بحافره ولم يبد الصبي حراكا، أعلن بأسف وفاته: ـ لقد مات الصبي.. لم أقصد قتله. وصرخ سنوبول والدماء تسيل من خدوشه: ـ لا مجال للعواطف أيها الرفيق! الحرب حرب.. هناك إنسان واحد جيد ـ الميت فقط. ولكن الصبي لم يكن ميتا.. كان مغمى عليه فقط، وحالما استعاد وعيه فر هاربا. عمت الفرحة المكان، وأخذ كل حيوان يصف مآثره البطولية بأصوات عالية، وعلى الفور نظم احتفال ارتجالي بمناسبة النصر، رُفع خلاله العلم ورددت الحيوانات نشيد "حيوانات إنجلترا" مرات عدة، ثم أقيمت مراسيم دفن مهيبة للخروف المتوفى.. اختتمها سنوبول بخطاب قصير دعا فيه الحيوانات إلى الاستعداد للموت في سبيل مزرعتها إذا اقتضت الضرورة. استحدثت الحيوانات وساماً أطلقت عليه "وسام بطل الحيوانات" من الدرجة الأولى وخُلع على سنوبول وبوكسر على أن يلبس في أيام الآحاد والأعياد. وهو عبارة عن قطعة نحاسية عثر عليها في غرفة العدة، ومنح وسام "بطل الحيوانات" من الدرجة الثانية للخروف المتوفى. وبعد انتهاء الاحتفال بالنصر، دخلت الحيوانات في جدل طويل حول تسمية المعركة، ولكنها اتفقت في نهاية المطاف على اطلاق اسم "معركة حظيرة البقر" حيث وقعت أحداث المعركة، واُتفق على نصب بندقية جونز، التي وجدت في الوحل قرب سارية العلم، وإطلاق النار منها مرتين في العام احتفاء بمناسبتين: عيد الثورة ويوم النصر. |
#5
|
||||
|
||||
أود ان اشارك خواتي واخواني واعبر عن شكري ومدى اعجابي على مايخطه قلمك المشحون بالمشاعر لنا.
الله لا يحرمنا منك ومن عطاءك المدرار ![]() |
![]() |
مشاركة الموضوع: |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
طريقة العرض | |
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
"البرامج الشبابية..واقعٌ "يُمتِّع البصر" و"يُسطِّحُ التفكير" | حسام الحق | إسلاميات | 5 | 30/04/2011 08:22 PM |
""×"" أحـــــــ حييييييل ـــــــــبكم ""×"" | الـعــنقـاء | موضوعات عامة | 6 | 30/04/2011 12:28 PM |
"""" حكم علمية فى قمة الروعة "" أدخل وتعلم وشاركنا الرأي؟؟ | زهرة الاسلام | قضايا المجتمع وحقوق الإنسان | 2 | 18/03/2011 11:47 PM |
|