عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > الحديث والسيرة النبوية
الحديث والسيرة النبوية { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } محمد صلى الله عليه وسلم

الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20/08/2016, 08:23 PM
السعيد شويل
نشيـط
 
مغزى : المغازى والغزوات

أهم المغازى والغزوات
************************************************** ************************************************** **************
.................................................. .................................................. ...................

انطلقت مواكب ورسل رسول الله إلى الكفار والمشركين وإلى اليهود والنصارى والمجوس والصابئين .
كانوا يدعونهم إلى الإيمان ويبينون لهم تعاليم وأحكام الإسلام . وكانوا يحملون لهم الأمن والطمأنينة إن أسلموا أو هادنوا .
ويحملون هيبة وعزة وقوة الإسلام إن أبوا وأعرضوا عن حكم الله ورسوله .
لم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً منهم إلا من أخذتهم العزة بالإثم وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .
لم يغز رسول الله إلا من تغلغلت فى نفوسهم النزعة العصبية وحِمية الجاهلية وأبوا وأعرضوا عن حكم الله ورسوله

غزوة بدر
كانت غزوة بدر هى أولى الغزوات كانت ضد الكفار والمشركين تسمى غزوة الفرقان لأنها فرَقت بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان
التقى فيها الجمعان فى شهر رمضان جمع المسلمين وجمع المشركين .
كان المسلمون بالعدوة الدنيا على ضفة الوادى وجاء المشركون أسفل منهم بخيلهم وركبهم وركابهم بالعدوة القصوى . يقول العزيز الحكيم :
{ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ }.
غشّى الله المسلمين بأمنة من النعاس وأنزل الله عليهم مطراً من السماء فكان لهم طهوراً وتطهيرا .
وأنزل الله إليهم ملائكة من السماء يقاتلون معهم ويثبتونهم ويُنزلون السكينة فى قلوبهم .
رأى المسلمون الكفار أمامهم وكأن عددهم قليل . ورأى الكفار والمشركون المسلمين أمامهم وكأن أعدادهم قليلة .
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } .
بدأ النزال والقتال ..
ألقى الله الرعب والذلة والصَغار فى قلوب المشركين .. وبشّر الله نبيه ورسوله بالظفر والنصر على هؤلاء الكفار .
{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }
كانت صدور المسلمين منشرحة وآمالهم فى النصر منفسحة وأقدامهم إلى اللقاء مستبقة وعلى الكفار ملتظية .
قُتل صناديد قريش وزعماء شركهم وضربت رقابهم ورقاب أئمة ورؤوس كفرهم .. قُتل أبو جهل وأبو البخترى بن
هشام وقتل عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة وقتل أمية بن خلف والنضر بن الحارث ونوفل بن خويلد وقتل عقبة بن معيط
وزمعة بن الأسود وغيرهم من الطغاة الكفرة والبغاة الفجرة . { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ }
( أذلة : معناها أقلة .. أى نصركم الله ببدر وأنتم قليلى العدد )
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواراة وطرح من قتل من الكفار فى قُلِب بدر ودفنهم فيها ..
كان من بين القتلى عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة نظر إلىهما أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ( أبيه وعمه ) وقد تغير لونه وبدا الأسى والحزن على وجهه
فقال له رسول الله : أدَخلك شىء يا أبا حذيفة قال لا والله يا رسول الله بل أحزننى مامات عليه أبى وعمى من الكفر وكنت أدعو الله أن يهديهما إلى الإسلام .
نال المسلمون إحدى الحسنيين وهو : النصر على أعداء الله .. وأصاب الله المشركين بالخزى والعار والهزيمة ومن مات منهم أوظل على كفره وشركه
فله عذاب أليم وسكنى الجحيم فى يوم الدين . يقول رب العالمين :
{ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }

غزوة أحد
كشف الله فى غزوة أحد قلوب أهل النفاق والشقاق من المسلمين .
فى هذه الغزوة أجمع الكفار والمشركين بعد هزيمتهم فى يوم بدر على الخروج إلى المدينة لحرب وقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقودهم


أبو سفيان بن حرب وزوجته هند بنت عتبة ( قبل إسلامهما ) . ومعه كل من عكرمة بن أبى جهل وزوجته وصفوان بن أمية وزوجته ( قبل إسلامهم )
وجبير بن مطعم وغلام حبشى يدعى وحشى وعبد الله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهم ( قبل إسلامهم جميعاً ) .

علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروجهم إليه فتجهز وتجهز المسلمون لملاقاتهم قبل وصولهم إلى المدينة ..
تخاذل وتقاعس أهل النفاق وأبوا الإستعداد للقتال والتأهب للجهاد فى سبيل الله .. تعللوا وقالوا لو أنّا خرجنا إليهم لأصابوا منا أما لو جاءوا علينا لأصبنا منهم .
قالوا بأفواههم ماليس فى قلوبهم ..
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جبل صغير يسمى جبل عينين ( وهو مايطلق عليه حالياً جبل الرماة ) ونظّم صفوف أصحابه وبوأ مواضعهم وأنزلهم منازلهم .
وجعل رسول الله عدداً منهم على حافة الجبل لحماية ظهور المسلمين وأمّر عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم : ( إلزموا مكانكم واحموا ظهورنا إن كانت النوبة لنا أو علينا ) .
بدأ النزال والقتال :
بانت مصارع المشركين واستوسقت قتلاهم قُتل طلحة بن أبى طلحة حامل لواء المشركين وأخيه نافع وابنه الحارث
وقُتل أرطأة بن شرحبيل وسباع بن عبد العزى وأبو يزيد بن عمير وعثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومى . وقُتل أبى
بن خلف رماه النبى صلى الله عليه وسلم بحربته فأرداه قتيلاً .. انكشف الكفار مهزومين مدحورين .
رأى الرماة ماحلّ بالكفار والمشركين من الإثخان فتنازعوا واختلفوا :
أيبرحون مكانهم ويقبلون على الأسلاب وغنائم الكفار أم لايبرحون فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير : لا تبرحوا والزموا مكانكم ولاتعصوا نبيكم وما أمرنا وأمركم به نبى الله ورسوله .
{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ }
انشغلوا فى جدلهم وجدالهم والتنازع فى أمرهم فانصرفوا عن حماية ظهور المقاتلين .
كرّ المشركون وجاءوا من خلفهم يقودهم خالد بن الوليد ( قبل إسلامه ) فأصيب المسلمون بالكرب والبلاء وانكفأت خيلهم وركابهم وتداخلت فى بعضها البعض
ودخل المغفر فى وجْنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجهه الكريم ) . يقول عليه الصلاة والسلام : ( اشتد غضب الله على قوم دَمُوا وجه رسول الله ) رواه الطبرانى .
أكرم الله : سيدنا حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وحنظلة بن أبى عامر ونعيم بن مالك بالشهادة فى سبيل الله .
وأصيب سعد بن معاذ وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن عباده وأسيد بن حضير والطفيل بن النعمان وقتادة بن النعمان بالجرح والقرح رضى الله عنهم أجمعين .

بان أمر المنافقين وظهر نفاقهم وبدت ضغائن شقاقهم وأخرج الله ما فى قلوبهم .
{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ }
قالوا اغتر المسلمون بدينهم ونصرهم فى يوم بدر ولو أنهم قعدوا كما قعدنا لما أصابهم ما أصابهم من القتل والجرح .
{ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
...
فى صبيحة اليوم التالى ليوم أحد : أمر الله نبيه ورسوله أن يخرج بمن كان معه من الصحابة قبل أن يضمد ويضمدوا جراحهم لملاحقة الكفار وقتالهم وقتلهم .
تم ملاحقتهم حتى بلغوا " حمراء الأسد " وقد تفرق الكفار والمشركون وفروا أمامهم وتمنعوا فى الكهوف والجبال . يقول جل شأنه :
{ الَّذِينَ ٱسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }

غزو اليهود والنصارى
توجهت رسل رسول الله إلى اليهود يدعونهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام أو النزول على حكم الله ورسوله .
أقرت : يهود بنى قريظة . ويهود بنى قينقاع . ويهود تيماء . ويهود طىء . ويهود بنى نبهان . ويهود فدك . ويهود وادى القرى بالتصالح على دفع الجزية
وطلبوا من رسول الله العهد والأمان .. أما :
يهود خيبر ويهود بنى النضير
لم ينزلوا على حكم الله ورسوله وأبواْ دين الإسلام أو الإقرار بدفع الجزية وتحصنوا وراء جدرهم وفى أبراجهم وتمنعوا داخل صياصيهم وآطامهم ( البيوت المرتفعة العالية )
فضرب المسلمون الحصار عليهم ثم نزلوا إلى ساحتهم وهدموا حصونهم ودكوا قلاعهم ودمروا آطامهم وزلزلوا ثغورهم .. وألقى الله الفزع والرعب فى قلوبهم فكانوا سبباً
لخراب بيوتهم وديارهم .. ومن فرّ منهم وتمنع بين الزروع والنخيل والأشجار تم قطعها عليهم للوصول إليهم .
يقول جل شأنه : { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَاظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }
ويقول جل ذكره : { مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }

غزوة مؤتة
توجهت رسل رسول الله إلى نصارى الإمبراطورية الرومانية فى أرض البلقاء بالشام يدعونهم إلى الإسلام أو النزول على حكم الله ورسوله ..
آمنت منهم قبائل بنو سليم وأشجع وغطفان وذبيان وفزارة .. وأعرض أمير بصرى وأبى النزول على حكم الله ورسوله .
تأهب المسلمون واستعدوا للنزال والقتال ..
وتأهبت النصارى بحشود غفيرة وبجحافلهم الكبيرة وبعدتهم وعتادهم يساندهم ويظاهرهم قبائل لخم وجذام وبلى وبلقين وعذرة وبهراء .
نزل المسلمون بقلة عددهم بمكان يسمى "معان " ثم توجهوا إلى "مشارف " وعند "مؤتة " بدأ النزال والقتال .
حمل المسلمون عليهم وتساقط جند النصارى من على خيلهم وركابهم وتخضبت الأرض بدمائهم .
كان زيد بن حارثة يقود جيش المسلمين منّ الله عليه بالشهادة فقادهم جعفر بن أبى طالب وبعد استشهاده قادهم عبد الله بن رواحة وقال إنّا لانقاتلهم
بعدد ولا كثرة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذى أكرمنا الله به وإنها لإحدى الحسنيين إما نصر وظهور وإما شهادة . وتم تقسيم الجيش إلى ميمنة وميسرة
وإلى قلب وساق ومؤخرة يقودهم خالد بن الوليد بعد إسلامه .
هزمت النصارى وضربت رقابهم وسبيت نساؤهم وغنم المسلمون أسلابهم وفتح الله أرضهم للإسلام .

غزوة تبوك
توجهت رسل رسول الله إلى نصارى الإمبراطورية الرومانية فى أرض تبوك وأيلة ودومة الجندل . فأعرضوا عما أنذروا
وأبوا دعوتهم إلى دين الله أو النزول على حكم الله ورسوله.
استعد المسلمون لقتالهم فى وقت لهيب الشمس ووهجها ولظى حرها ولهذا تسمى باسم غزوة العسرة أو الشدة ..

أتى إلى نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر :
نفرٌ من الضعفاء والمرضى : يطلبون الإذن بالقعود لضعفهم ومرضهم فأذن لهم رسول الله .
ونفرٌ من الفقراء : لايملكون عدة القتال وليسواْ من ذوى الغنى واليسار فأخبرهم النبى صلى الله عليه وسلم بعدم
وجود ما يحملهم عليه فانصرفوا وقلوبهم تتفتر ألماً وحزناً وأعينهم تفيض دمعاً لعدم قدرتهم على مايتجهزون به .
يقول عز وجل : { لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن
سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتوْكَ لِتحْمِلَهُمْ قُلْت لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ توَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ }

ونفرٌ أغنياء أشداء : كرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وشغلتهم أولادهم وأهلهم وتجارة أموالهم .
جاءوا يطلبون الإذن من رسول الله وهم متعللين بلهيب الشمس وشدة وهجها وحرها .. فلم يأذن لهم .
أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العذاب والتصلية بنار جهنم أشد حراً مما يتخوفون منه ويتقاعسون عنه .
{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تنفِرُواْ فِي الْحَرِّ
قُلْ نَارُ جَهَنمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } .
هب المسلمون للنزال والقتال ..
تخلف هؤلاء النفر الأغنياء الأقوياء الأشداء وكرهوا الجهاد فى سبيل الله والتضحية بالنفس والمال .
قبل بدء القتال :
أتت رسل نصارى الروم من أيلة وتبوك ودومة الجندل يطلبون العهد والأمان من رسول الله والإقرار بدفع الجزية ..
وتبعهم فى ذلك أهل جرباء وأهل أذرح وأهل مقنا ..
عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم دون حرب أو قتال .
جاء المتخلفون إلى الصحابة يحلفون بأيمان كاذبة ويقدمون لهم أسباباً وأعذاراً واهية عن سبب تقاعسهم والتخاذل عن التأهب معهم للجهاد والقتال
لكى يرضواْ عنهم ويرضى عنهم نبى الله ورسوله ..
{ يَعْتذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تعْتذِرُواْ لَن نؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ }
نزل حكم الله فيهم لكى يفضح نفاقهم وكذبهم ويبين ما أخفوه فى قلوبهم ويظهر عقابهم وجزاؤهم :
{ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنهم رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن ترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ } .
وصفهم الله بأنهم : أعراب فسقة كفرة لايعرفون حدود ما أنزل الله يتخاذلون عن الجهاد ورفع راية دين الله .
وأنهم : رجس . ومأواهم عذاب أليم وفى النار هم خالدين . وأمر الله نبيه ورسوله أن لا يخرج أحداً منهم معه فى غزو أو قتال .
وأن لا يُصلى على أحد منهم إذا مات . ولايتم الوقوف على قبره بعد موته أبداً .
{ فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً . وَلَن تقَاتلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنكُمْ رَضِيتم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ .
وَلاَ تصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّات أَبَداً . وَلاَ تقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنهم كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ }

يوم حنين
كثُر أعداد المسلمون وازداد عتادهم من الغنائم والإسلاب .
توجهت رسل رسول الله إلى الكفار والمشركين فى أرض هوازن وثقيف وكان زعيم قبائلهم آنذاك مالك بن عوف الأنصارى ( قبل إسلامه ) ..
تم دعوتهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .. فأبوا وأعرضوا ..
تأهب المسلمون للقتال ..
نزلوا عند مدخل " وادى أوطاس" بأرض حنين ( بين مكة والطائف ) وقد أخذهم التيه والعُجب بكثرة عددهم واغتروا بوفور عتادهم ..
برز المشركون من كمائنهم وكرّوا على المسلمين من مكامنهم متوشحين سيوفهم .
ولّى المسلمون مدبرين وهم على هذا الجمع الغفير والعدد والعتاد الوفير .
ضاقت أمامهم طرقات الأرض ومسالكها وضاقت عليهم دروبها وسبل الخروج منها كأنها قد أغلقت وأصبحت مقفلة وموصدة رغم رحبها واتساعها .
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } .
آبوا وتابوا إلى الله من تيههم وعجبهم . واستغفروا الله من اغترارهم بكثرة جمعهم وعددهم ..
علموا أن النصر ليس بالكثرة فى الأعداد ولا بالقلة فى التعداد .
أدركوا أن النصر من عند الله العزيز الوهاب .. وأيقنوا أنّ من يخذله الله لا ناصر له ومن ينصره الله فلا غالب له ..
أنزل الله عليهم الأمن والسكينة والطمأنينة وأمدهم الله بجنود من الملائكة يثبتونهم ويقاتلون معهم .
يقول رب العالمين : { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }.
قويت عزيمتهم واشتدت شوكتهم وأقدموا على الكفار وضربوا رقابهم وأعناقهم وغنموا أسلابهم وسبوا نساءهم وفتح الله أرضهم للإسلام ..
وكان النصر والظفر للمؤمنين ولحقت الهزيمة بالكفار والمشركين .

غزوة الطائف

توجهت رسل رسول الله إلى الكفار فى أرض الطائف فأعرضوا عن الإيمان وتحصنوا فى الدور والثغور .
توجه إليهم مالك بن عوف الأنصارى ( بعد إسلامه ) قام بمحاصرتهم وإعادة بلاغهم .
استجابوا للدعوة ولبوا النداء وآمنوا برسالة رب الأرض والسماء وأسلموا وحسن إسلامهم .

غزوة الأحزاب ( الخندق )

تحزب الكفار والمشركين ونصارى الروم والمنافقين من قريش وغطفان ومن بنى وائل وبنى أسد وفزارة وأشجع ومن يهود بنى النضير ويهود بنى مرة ..
وساندتهم فى تحزبهم وعاونتهم يهود بنى قريظة .
تحزبوا مجتمعين لحرب وقتال رسول الله وأصحابه وتوجهوا إليهم بالمدينة .
( كان ليهود بنى قريظة عهد وأمان قد أعطاه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصالحهم وإقرارهم على دفع الجزية ولكن
بمساندتهم لهؤلاء الأحزاب فقد نقضوا العهد والأمان ) .
...
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحزب الكفار والمشركين واليهود والنصارى للحرب والقتال .
أمر النبى أصحابه بحفر خندق حول المدينة .
تأهب المسلمون ولبسوا لأمتهم وأخذوا مواضعهم فى المرابضة والمراقبة وفى الرمى بالسهام والرماح .
( مواضع وأماكن المرابضة هى مواضع المساجد السبعة ) .
أتى الأحزاب من كل حدب وصوب بخيلهم وركابهم وبحدهم وحديدهم وبكثرة عددهم وعتادهم وقاموا بتطويق المسلمين حول الخندق
ومن أعلى الوادى وأسفله ومن كل مكان .. اضطربت قلوب المسلمين ..
زاغت أبصارهم من جمعهم ووفور عددهم وأصابهم البلاء والإبتلاء وغلبهم اليأس والقنوط من تطويقهم لهم .
خارت قواهم وحارت نفوسهم وأخذتهم الظنون من النصر عليهم واستحالة إلحاق الهزيمة بهم .
{ إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً }
فوق إحدى الصخرات صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا الله أن يفرق جمعهم وأن يشتت شملهم وقال :
( اللهم إنى أسألك عهدك ووعدك ) .
أرسل الله عليهم ريحاً عقيمة ألقت الذعر والرعب فى قلوبهم وزلزلت نفوسهم وأبدانهم وأصيبوا بالهلع والفزع وولّوا فارين مدبرين منكوبين مكبوبين ..
خذلهم الله وخذل من عاونهم وكفى الله المؤمنين شر الحرب والقتال ..
{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }
هلل المسلمون بالتكبير والصلاة والسلام على البشير النذير :
( الله أكبر الله أكبر الله أكبر . لاإله إلا الله . الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا .
لاإله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . لاإله إلا الله ولانعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) .

تأديب يهود بنى قريظة
لما كانت يهود بنى قريظة نقضت العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بممالأتها الأحزاب ومساندتهم فقد وجب تأديبهم وغزوهم وإجلائهم عن أرضهم .
توجه المسلمون إليهم وقاموا بتدمير حصونهم وآطامهم وإسقاط قلاعهم وطردهم وفتح بلادهم للإسلام .

صلح الحديبية
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرماً هو وأصحابه رضى الله عنهم لأداء العمرة . وساقوا الهدى معهم .
عند مهبط الحديبية علم النبى صلى الله عليه وسلم بخروج قريش لمنعه من دخول مكة ولصده عن المسجد الحرام .
كان ذلك إحصار .. يقول عز وجل : { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }
نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وأمر أصحابه بنحر هديهم فى مكان إحصارهم بالحديبية .
أتى رسولاً من قريش يدعى سهيل بن عمرو ( قبل إسلامه ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الصلح والهدنة والأمان وعدم القتال .
أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتم إبرام العقد والعهد بين المسلمين والكفار .
تم سريان العقد إلى أن نزل أمر الله بفتح مكة ونزول سورة براءة وآية التوبة التى تبرأ الله ورسوله فيها من كافة عقود وعهود المشركين باستثناء
المدد والمهل التى تم منحها وإعطاؤها لهم فيما تم إبرامه بينهم . يقول جل شأنه : { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ } .

فتح مكة
حُقّ وعد الله فى علمه وحان الأجل الذى سماه الله وأثبته فى حكمه بعودة رسول الله إلى موطنه ومكان مولده .
{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } .
أمر الله نبيه ورسوله بفتح مكة المكرمة .
دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون حرب أو قتال وتم هدم كل ما فيها من أحجار وأصنام ومحو كل النصب والأوثان وتم الإعلان والإشهار
بأن المشركين والكفار نجسٌ لايقربوا بيت الله الحرام بعد هذا العام .
يقول جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا }
تم منح الكفار مهلة مؤقتة ومحددة هى : ( أربعة أشهر ) .
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها : ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
أباح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسيروا خلالها طلقاء أحرار لهم من المسلمين العهد والأمان وبين لهم أنه لن يتم التعرض
لهم طوال هذه المدة الممنوحة لهم . يقول عز وجل : { فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } .
وعقب انتهاء المدة يكون لهم الخيار :
إما اتباع دين الإسلام .. وإما حصارهم والترصد لهم وقتالهم وقتلهم .
{ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ }.
...
وأما من كان له عقد أوعهد مع رسول الله ومدته تزيد عن أربعة أشهر : فوجب أن تستكمل مدتهم ولكن بشرط :
أن لايكونوا ممن عاونوا وساندوا أو مالأوا أى عدو ضد المسلمين .
{ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ } .
...
آمن الناس طواعية بدين الله وأتواْ أرسالاً إلى رسول الله ودخلوا فى دين الله أفواجا ..
تحقق وعد الله لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ومُحى الكفر والشرك عن مكة المكرمة ..
وفرح المؤمنون بالفتح العظيم ونصرالله المبين فتح أم القرى مكة المكرمة ..
.................................................. .................................................. .................................................. ..
************************************************** ************************************************** *****************************
سعيد شويل





من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:

خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع
ابحث بهذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
قصة و مغزى جميلة فوق السحاب قصص حقيقية 4 15/11/2011 07:44 PM
قصة لها مغزى alanfal قصص حقيقية 3 13/11/2011 08:05 AM
قصة لها مغزى شدوى إسلاميات 5 12/11/2011 09:03 PM
كلمات لها مغزى شدوى قصص حقيقية 1 30/04/2011 02:47 PM
علاج المعاصي سلفي إسلاميات 7 14/08/2005 06:29 AM


الساعة الآن: 06:10 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات