عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > الحديث والسيرة النبوية
الحديث والسيرة النبوية { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } محمد صلى الله عليه وسلم

الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08/12/2016, 06:15 PM
السعيد شويل
نشيـط
 
الجزء الرابع والأخير ( من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم )

الجزء الرابع والأخير من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
************************************************** ************************************************** *****************
يوم حنين
توجهت رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار والمشركين فى أرض هوازن وثقيف يدعونهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام ..
فأعرضوا عن الإيمان وكان زعيمهم مالك بن عوف الأنصارى ( قبل إسلامه ) ..
تأهب المسلمون بجمعهم وعددهم الغفير وعتادهم الوفير لحربهم وقتالهم ..

نزلوا عند مدخل وادى أوطاس بأرض حنين ( بين مكة والطائف ) وقد أخذهم التيه والعُجب من جمعهم ولحقهم الخيلاء والغرور من كثرة عددهم وقوة عتادهم ..
برز المشركون عليهم من كمائنهم كالجراد المنتشر والسيل المنحدر وكرّوا عليهم من مكامنهم متوشحين سيوفهم .
ولّى المسلمون أمامهم مدبرين متقهقرين وضاقت عليهم الأرض بما رحبت واتسعت وكأن مسالكها قد أغلقت فى وجوههم وطرقاتها ودروبها قد أقفلت أمام أبصارهم
لايجدون ملجأ ولا طريقاً أو سبيلاً للخروج منها ..
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }.

آبوا وتابوا إلى الله .. واستغفروا الله من عجبهم وغرورهم ومن اختيالهم واغترارهم بما قد صاروا عليه من كثرة فى الأعداد وقوة فى العتاد ..
علموا أن النصر من عند الله .. ليس بالكثرة فى الأعداد ولا بالقلة فى العتاد .. وأدركوا أنّ من يخذله الله فلا ناصر له ومن ينصره الله لا غالب له ..
أنزل الله عليهم الأمن والسكينة والطمأنينة .. وأمدهم العزيز الوهاب بجنود من الملائكة يثبتونهم ويقاتلون معهم ..
{ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }

قويت عزيمتهم واشتدت شوكتهم .. وأقدموا على الكفار وضربوا رقابهم وأعناقهم وغنموا أسلابهم وسبوا نساءهم ونصر الله عباده المؤمنين
وألحق الهزيمة بالكفار والمشركين وفتح الله أرضهم للإسلام ..

غزوة الطائف
توجهت رسل رسول الله إلى أرض الطائف يدعون الكفار إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .. فأعرضوا وتحصنوا فى الدور والثغور ..
توجه إليهم مالك بن عوف الأنصارى ( بعد إسلامه ) وقام بمحاصرتهم .. قبل القتال تم إعادة بلاغهم :
فاستجابوا للدعوة ولبوا النداء وآمنوا برسالة رب الأرض والسماء وأسلموا وحسُن إسلامهم ..

صلح الحديبية
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرماً هو وأصحابه رضى الله عنهم لأداء العمرة . وساقوا الهدى معهم .
عند مهبط الحديبية علم النبى بخروج قريش لمنعه من دخول مكة وصدّه عن المسجد الحرام .. فكان ذلك إحصار ..
نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وأمر أصحابه بنحر هديهم فى مكان إحصارهم بالحديبية .
يقول عز وجل : { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }
أتى رسول من قريش يُدعى سهيل بن عمرو ( قبل إسلامه ) يطلب الهدنة من رسول الله والصلح وعدم القتال .
أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتم إبرام العقد والعهد بين المسلمين والكفار .
تم سريان العقد إلى أن نزل أمر الله بفتح مكة ونزول آية البراءة التى تبرأ الله ورسوله فيها من عقود وعهود المشركين باستثناء المدد والمهل
التى تم منحها وإعطاؤها لهم . يقول جل شأنه فى سورة التوبة : { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ } .

فتح مكة
حُقّ وعد الله فى علمه وحان الأجل الذى سماه الله وأثبته فى حكمه بعودة رسول الله إلى موطنه ومكان مولده .
{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }
أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم بفتح أم القرى مكة المكرمة ..
دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون حرب أو قتال وتم هدم كل ما فيها من أحجار وأصنام ومحو كل النصب والأوثان وتم الإعلان والإشهار
بأن المشركين والكفار نجسٌ فلايقربوا بيت الله الحرام بعد هذا العام ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا }

تم منح الكفار والمشركين مهلة مؤقتة ومحددة هى : ( أربعة أشهر ) . وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) متفق عليه ..
أخبرهم رسول الله أنهم طلقاء أحرار لن يتم التعرض لهم خلال هذه المدة وأن لهم العهد والأمان .. يقول عز وجل : { فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ }
وعقب انتهائها يكون لهم الخيار : إما الإيمان واتباع دين الإسلام . وإما حصارهم والترصد لهم وقتالهم وقتلهم ..
{ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ }

ومن كان له عهد مدته تزيد عن أربعة أشهر : تستكمل مدتهم بشرط :
أن يكونوا ممن أوفوا ولم يخلوا بما قد تعهدوا به .. وألايكونوا ممن عاونوا أو ساندوا عدواً من الأعداء ضد المسلمين ..
{ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ }
...
جلا كل ضال عن المدينة المنورة ومحى الكفر والشرك عن مكة المكرمة وآمن الناس طواعية بدين الله وجاءوا إلى رسول الله أرسالاً
ودخلوا فى دين الله أفواجاً .. وفرح المسلمون بالفتح العظيم وبنصر الله المبين ..

غزو اليهود والنصارى
تم دعوة اليهود إلى الإيمان واتباع دين الإسلام أو النزول على حكم الله ورسوله ..
أقرت يهود بنى قريظة . ويهود بنى قينقاع . ويهود تيماء . ويهود طىء . ويهود بنى نبهان . ويهود فدك . ويهود وادى القرى بالتصالح على دفع الجزية
وطلبوا العهد والأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأما :
يهود خيبر ويهود بنى النضير
فلم ينزلوا على حكم الله ورسوله وأعرضوا عن الإسلام أو الإقرار بدفع الجزية ..
تحصنوا فى أبراجهم وآطامهم ( البيوت المرتفعة والعالية ) وتقوقعوا خلف جدرهم وداخل ديارهم وأغلقوا الأبواب عليهم وقبعوا فى معاقلهم ووراء صياصيهم وأسوارهم ..
أحاطهم المسلمون وضربوا عليهم الحصار استعداداً للحرب والقتال .. ثم نزلوا إلى ساحاتهم وهدموا حصونهم ودمروا آطامهم وزلزلوا ثغورهم ودكوا قلاعهم ودخلوا عليهم
وفتحوا الأبواب ودمروا الأبراج وألقى الله الفزع والرعب فى قلوبهم فكانوا سبباً لخراب بيوتهم وديارهم ..
ومن لاذ منهم بالفرار مولياً الأدبار بين الزروع والنخيل والأشجار تم قطعها عليهم للوصول إليهم .. يقول جل شأنه :
{ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }
{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَاظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }

غزوة مؤتة
توجهت رسل رسول الله إلى نصارى الروم ( الإمبراطورية الرومانية ) فى أرض البلقاء بالشام يدعونهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام
أو النزول على حكم الله ورسوله ( التصالح والإقرار بدفع الجزية ) ..
آمنت قبائل بنو سليم وأشجع وغطفان وذبيان وفزارة .. وأعرض أمير بصرى وأبى التصالح والإقرار بدفع الجزية .
تأهب المسلمون واستعدوا للنزال والقتال ..
وتأهبت نصارى الروم بحشودها وجحافل جندها واصطفوا بعدتهم وعتادهم وصحائف رماحهم ودروعهم يساندهم قبائل لخم وجذام وبلى وبلقين وعذرة وبهراء وغيرهم ..

نزل المسلمون بمكان يسمى "معان " ثم توجهوا إلى "مشارف " وعند "مؤتة " ( وهى مدينة بالقرب من الكرك ) بدأ القتال وحمى الوطيس وعظم النزال ..
حمل المسلمون عليهم وتساقطت جند النصارى من على خيلهم وركبهم وتخضبت الأرض بدمائهم مابين صريع وطريح وقتيل وجريح عجل الله بأرواحهم إلى النار وبئس القرار ..
كان زيد بن حارثة يقود جيش المسلمين منّ الله عليه بالشهادة فقادهم جعفر بن أبى طالب وبعد استشهاده قادهم عبد الله بن رواحة وقال لجند المسلمين
إنّا لانقاتلهم بعدد ولا بكثرة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذى أكرمنا الله به وإنها لإحدى الحسنيين إما نصر وظهور وإما شهادة ..

تجلت فى هذه الغزوة فنون القتال وتم تقسيم الجيش إلى ميمنة وميسرة وإلى قلب وساق ومؤخرة يقودهم خالد بن الوليد ( بعد إسلامه ) ..
هزمت النصارى وضربت رقابهم وسبيت نساؤهم وغنم المسلمون أسلابهم وفتح الله أرضهم للإسلام .

غزوة تبوك
توجهت رسل رسول الله إلى النصارى فى أرض تبوك وأيلة ودومة الجندل يدعونهم إلى الإسلام أو النزول على حكم الله
ورسوله .. فأعرضوا عما أنذروا .. فاستعد المسلمون لقتالهم ..
تسمى غزوة تبوك ب" غزوة العسرة أو الشدة " فقد كان الإستعداد لها فى أيام هجير الشمس ولهيبها وفى وقت شدة حرها ولظى وهجها ..

حال التأهب والإستعداد أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضعفاء ومرضى .. وفقراء .. وأقوياء أشداء أغنياء ) .



الضعفاء والمرضى : جاءوا يطلبون الإذن بالقعود عن الجهاد لعدم قدرتهم عليه لضعفهم ومرضهم فأذن لهم رسول الله .
والفقراء : منهم من جاءوا إلى رسول الله وهم لايملكون عدة للقتال ولكنهم غير محبطين أو مثبطين لغيرهم عن القتال والجهاد ..
ومنهم من طلبوا مايتجهزون به فأخبرهم النبى صلى الله عليه وسلم بعدم وجود ما يحملهم عليه فانصرفوا وقلوبهم تتفتر ألماً وحزناً وأعينهم تفيض دمعاً ..
هؤلاء وهؤلاء لاحرج عليهم .. يقول عز وجل عنهم :
{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ
إِذَا مَا أَتوْكَ لِتحْمِلَهُمْ قُلْت لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ توَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ }

وأما الأشداء الأغنياء الأقوياء : فقد كانت بنيتهم قوية وأجسادهم فتية ومن ذوى الغنى واليسار .. جاءوا يطلبون الإذن من رسول الله فلم يأذن لهم رسول الله ..
شغلتهم أموالهم أولادهم وكرهوا التضحية بأنفسهم فى سبيل الله .. تعللوا بلهيب الشمس وهجيرها وشدة حرها .. أخبرهم رسول الله أن عذاب جهنم والتصلية
بجحيمها أشد وهجاً وحراً مما يتخوفون منه ويتقاعسون عنه ..
{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }

هب المسلمون للنزال والقتال .. وتخلف عنهم الأقوياء الأغنياء الأشداء وتخاذلوا عن الجهاد ..
قبل بدء القتال :
أتت رسل النصارى من أيلة وتبوك ودومة الجندل يطلبون العهد والأمان والتصالح والإقرار بدفع الجزية .. وتبعهم فى التصالح عليها أهل جرباء وأهل أذرح وأهل مقنا ..

عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته دون حرب أو قتال ..
جاء المتخلفون إلى الصحابة رضى الله عنهم يحلفون لهم بأيمان كاذبة ويقدمون لهم أسباباً وأعذاراً واهية عن سبب تخاذلهم وتقاعسهم عن الإستعداد للجهاد
لكى يرضواْ عنهم ويرضى عنهم رسول الله ..
{ يَعْتذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تعْتذِرُواْ لَن نؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ ترَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئكُم بِمَا كُنتمْ تعْمَلُونَ }

فضح الله نفاقهم وكذبهم وكشف ما أخفوه فى قلوبهم .. وأمر الله نبيه ورسوله بأن لا يخرج أحداً منهم معه فى غزو أو قتال وأن لا يُصلى على أحد منهم إذا مات
وأن لايتم الوقوف على قبره بعد موته أبداً .. فقال جل شأنه :
{ فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تقَاتلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنكُمْ رَضِيتم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ وَلاَ تصَلِّ
عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّات أَبَداً وَلاَ تقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنهم كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ }

وبين الله جزاؤهم وجزاء كل من كره وتخلف عن الجهاد والقتال فى سبيل الله لرفع راية دين الله .. وصفهم الله بأنهم أعراب فسقة ومنافقين كفرة يجب نبذهم
والإعراض عنهم فهم لايعرفون حدود ما أنزل الله وأنهم رجس مأواهم عذاب أليم وفى نار جهنم خالدين .. يقول العزيز الحكيم :
{ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنهم رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن ترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ }

غزوة الأحزاب ( الخندق )
تحزبت الأحزاب ( من الكفار والمشركين ومن اليهود والنصارى والمنافقين ) من قريش وغطفان ومن بنى وائل وبنى أسد وفزارة وأشجع
ومن يهود بنى النضير ويهود بنى مرة .. يساندهم ويعاونهم يهود بنى قريظة (كان ليهود بنى قريظة عهد وأمان أعطاهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم
لإقرارهم بالجزية ولكن بمساندتهم ومظاهرتهم للأحزاب فقد نقضوا العهد والأمان مع رسول الله ) ..

تحزب هؤلاء الأحزاب مجتمعين لحرب وقتال رسول الله وأصحابه بالمدينة ..
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحزبهم .. فقام هو وأصحابه بحفر خندق حول المدينة ..
تأهب رسول الله وتأهب المسلمون للدفاع عن المدينة ..
أخذوا أماكنهم ومواضعهم فى المرابضة والمراقبة ( مواضع المرابضة هى مواضع المساجد السبعة ) .

أتى الأحزاب بخيلهم وركبهم وركابهم وبجحافل جيوش جندهم من كل حدب وصوب ..
جاءوا بحدهم وحديدهم وبكثرة عددهم وقوة عتادهم وقاموا بتطويق المسلمين من حول الخندق والمدينة ومن أعلى الوادى وأسفله ..

اضطربت قلوب المسلمين وزاغت أبصارهم وتزلزلت نفوسهم وغلبهم اليأس والقنوط وخارت قواهم وأصابهم البلاء والإبتلاء وأخذتهم الحيرة
والشك والظنون من استحالة النصر على هؤلاء الأعداء أو إلحاق الهزيمة بهم ..
{ إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً }

صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق إحدى الصخرات ( وهى الصخرة التى بنى أعلى موضعها مسجد الفتح )
ودعا الله أن يفرق جمعهم وأن يشتت شملهم وقال : ( اللهم إنى أسألك عهدك ووعدك ) متفق عليه .
أرسل الله عليهم ريحاً عقيمة زلزلت أجسادهم واقتلعت نفوسهم وألقت الفزع والرعب فى قلوبهم وبثت الهلع والذعر بينهم ..
وأنزل الله ملائكة من السماء لتثبيت نفوس المؤمنين وبث الأمن والطمأنينة فى قلوبهم .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا }

لاذوا بالفرار منكوبين مدحورين وولّوا مدبرين مهزومين .. ونصرالله عبده وأعز جنده . وهزم الأحزاب وحده .. خذلهم الله وخذل من ظاهرهم وساندهم
وكل من عاونهم وكفى الله المؤمنين شر الحرب والقتال .. يقول جل ذكره :
{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }
.......
تأديب يهود بنى قريظة
لما كانت يهود بنى قريظة قد نقضت العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بممالأتها ومساندتها الأحزاب فقد وجب تأديبهم وإجلاؤهم عن أرضهم لنقضهم
العهد مع رسول الله .. توجه المسلمون إليهم وقاموا بقتالهم وتدمير حصونهم وقلاعهم وتم تكبيل وأسر رجالهم وسبى نسائهم وطردهم وفتح بلادهم للإسلام .
يقول سبحانه وتعالى : { وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }
.................................................. ..................................................
************************************************** ************************************************** *******.
سعيد شويل






من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:

خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع
ابحث بهذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
الجزء الثالث من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 2 30/03/2017 06:12 PM
الجزء الثانى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 0 27/11/2016 08:24 PM
سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 3 10/12/2015 05:25 PM
غزوات النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 1 15/01/2013 10:08 PM
أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل إسلاميات 0 02/11/2012 04:06 AM


الساعة الآن: 06:04 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات