عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > الحديث والسيرة النبوية
الحديث والسيرة النبوية { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } محمد صلى الله عليه وسلم

الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14/01/2013, 07:29 PM
السعيد شويل
نشيـط
 
غزوات النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم

غزوات النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم
************************************************** *****
.............
يقول عز وجل :
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )

( اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى خاتم الأنبياء والمرسلين )
......

يهود بنى قريظة . ويهود تيماء . ويهود طىء . ويهود بنى نبهان . ويهود فدك . ويهود وادى القرى :
نزلوا على حكم الله ورسوله وأقروا بالتصالح على دفع الجزية وطلبوا العهد والأمان .
يهود بنى قينقاع . ويهود بنى النضير . ويهود خيبر :
أبواْ دفع الجزية وأبواْ الإسلام فتم إعادة بلاغهم وإبلاغهم فأقرت يهود بنى قينقاع بها والتصالح عليها
وطلبت العهد والأمان . وأبت يهود خيبر وبنى النضير دفع الجزية أو الإقرار بها .

يهود خيبر ويهود بنى النضير :
لم ينزلوا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وشيدوا حصوناً وآطاماً ( بيوت مرتفعة ) يحتمون بداخلها
وبنوا الصياصى ( الحصون المنيعة ) والجدر والأبراج كى تحميهم ويتمنعون فيها من الحرب والقتال .
قام المسلمون بضرب الحصار عليهم وإعادة بلاغهم ولكنهم أصروا على ما هم فيه من إفك وضلال .
ألقى الله الرعب فى قلوبهم ونزل المسلمون إلى ساحاتهم وحصونهم وهدموا عليهم أبراجهم

وآطامهم ودكوا بيوتهم وقلاعهم وزلزلوا جميع ثغورهم فكانوا سبباً لخراب ديارهم . يقول جل شأنه :
( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا
وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ )

*****
غزوة بدر :
تبعد بدر عن المدينة المنورة ما يقرب من مائة وخمسون كيلو متراً وعن مكة المكرمة ما يزيد عن ثلاثمائة كيلو متراً .
وغزوة بدر هى غزوة الفرقان . الغزوة التى فرَقت بين الحق والباطل .
وتسمى
يوم بدر لأنه اليوم الذى التقى فيه الجمعان : جمع المسلمين وجمع المشركين . يقول العزيز الحكيم :

( يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ )
سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم الدروب والمسالك الوعرة مرّوا على بئر
فتوضأوا وشربوا وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وتوضأ
( هذا البئر يسمى : بئر السقيا ولقد بنى بجواره مسجد يسمى مسجد السقيا فى موضع
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ) .

نزل نبى الله ورسوله عليه أفضل صلاة وأزكى سلام فى موضع من مواضع بدر واستشار صحابته فى
المنزل الذى نزل به فقال له الحباب بن المنذر أهذا المنزل أنزله الله لك أم هو الحرب والمكيدة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بل الحرب والمكيدة فأشار عليه الحباب بن المنذر رضى الله عنه على موضع آخر ينزلون فيه وقال له ( يا

رسول الله إنى أعلم بها وبقلِبها ) فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أشار عليه الحباب
فكان المسلمون بالعدوة الدنيا على ضفة الوادى وجاء المشركون بركبهم أسفل منهم بالعدوة القصوى
يقودهم أبو سفيان صخر بن حرب ( قبل إسلامه ) . يقول سبحانه وتعالى :

( إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ )
أقام سعد بن معاذ رضى الله عنه عريشاً " كالخيمة " لرسول الله صلى الله عليه وسلم
( هذا الموضع مقام فيه حالياً مسجد يسمى مسجد العريش )
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ما أراه الله من قلة عدد أعداء الله .
يقول عز وجل :
( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً )

ورأى المسلمون المشركين أمامهم بعددهم وتعدادهم الوفير وجمعهم الغفير وكأنهم قليل .
ورأى المشركون جمع المسلمين أمامهم أذلة ( قلة ) حتى يُقدِموا عليهم فيصيبهم ما أصابهم من هزيمة .
( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
(وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً .. وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ .. لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً )
غشّى الله المسلمين بأمنة وشىء من النعاس استعداداً للحرب والقتال والنزال .
وأنزل الله عليهم ماءً ومطراً من السماء كان بلاء ونقمة على الكفار والمشركين
ونعمة وقوة وطهوراً وتطهيرا للمسلمين .

يقول رب العالمين : ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )

وأنزل الله ملائكة من السماء أوحى الله إليهم أن يثبتوا المؤمنين فى معركتهم وقتالهم
وأن يُنزلوا السكينة فى قلوبهم لكى تشتد شوكتهم وتقوى هممهم وعزائمهم فازدادت عزتهم وقوتهم
فى الإِقدام والإجهاز على عدوهم وأعداء الله
. وألقى الله الرعب والذلة والصَغار فى قلوب هؤلاء الكفرة الفجرة
والمشركين الأشرار . يقول سبحانه وتعالى :

( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ
فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )

بشر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بالظفر والنصر عليهم . فقال عز وجل :
(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )
تجهز المسلمون للقتال ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ولبس الصحابة لأمتهم
( اللأمة هى عدة الحرب من رمح ومغفر وسيف ونبل )
استعانوا بالله ذى الجلال وتوكلوا على الواحد القهار والعزيز الجبار .

التقى الجمعان : المسلمون صدورهم منشرحة وآمالهم فى النصر منفسحة وأقدامهم إلى اللقاء مستبقة
وقلوبهم على الكفار ملتظية . أقدموا عليهم وعركوهم عرك الرحى الخيل تطرقهم والقتل يمحقهم
والجراح تثخنهم والسيوف ملتحمة والرمى فيهم من كل مكان بالنبل والسهام تطايرت هامهم وبنانهم
و
حصدت نحورهم وقتلاهمفلقد قاتلت الملائكة عليهم السلام مع المؤمنين
فأنزلوا بالمشركين ما أنزله الله بهم
. يقول تبارك وتعالى :

( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى )
قتِل أبو جهل وأبو البخترى بن هشام وقتل عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة وقتل أمية بن خلف والنضر بن الحارث
ونوفل بن خويلد وقتل عقبة بن معيط وزمعة بن الأسود وغيرهم من
الطغاة الكفرة والبغاة الفجرة
كانوا صرعى مجندلين وطرحى معفرين ما بين قتيل مبتور أو أسير مكبل أو ذليل مستأمن أو هارب مفلول .
عجل الله بأرواح صناديد قريش وأشرافهم وزعماء شركهم وأئمة ورؤوس كفرهم إلى النار .
ضُربت رقابهم وأعناقهم وأثخنتهم الضربات والجراح . امتلأت أيدى المسلمين بالأسرى والأسلاب
وبالدواب والخيل وبالغنائم والأنفال . يقول جل شأنه :

( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ .. وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّه )
كانت غزوة بدر هى أول الغزوات قضى الله أن تكون رايات الإسلام فيها مرفوعة ومنصورة
ورايات أعداء الله منكوسة ومهزومة ومقهورة .
كانت فى شهر الصيام شهر رمضان فعظُم بركته وفضله بعزة الإسلام وبفوز ونصر المسلمين على الكفار والمشركين .

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواراة من قتل من الكفار وطرحهم فى قُلِب بدر ودفنهم فيها .
حين نظر أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة إلى أبيه وعمه شيبة وهما بين القتلى فى القليب وقد تغير لونه
وفى وجهه أسى وحزن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلك شىء يا أبا حذيفة قال لا والله يا رسول الله
لقد أحزننى ما مات عليه أبى من الكفر والشرك بالله وكنت أدعو الله أن يهديه إلى الإسلام .

ولقد فرّ منهم من فر وولّى الدبر . وأسر منهم من أسر ونزل حكم الله فى الأسرى
إما بفدائهم وإما بالمنّ عليهم دون فداء .
يقول عز وجل :

( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ
فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا )

أقبل المسلمون على أسرى المشركين وتكبيلهم وشد وَثاقهم وأخذ أسلابهم وغنائمهم بعد أن تحقق لهم الظفر والنصر .
كان ذلك قبل الإثخان فيهم بالقتل وقبل أن تنتهى الحرب وتضع أوزارها .

فأخبر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بما كان يجب عليه من الإثخان بالقتل والبتر لهؤلاء
الكفار قبل أخذ شد الوثاق وتكبيل الأسرى وأخذ غنائمهم وذلك كسراً لشوكتهم وإذلالاً لسطوتهم
وردعاً ومنعاً من إفساد غيرهم بشركهم وإعجازاً لعدم معاودتهم الكرة على المسلمين .

أخبره سبحانه بأن تلك هى سجية كل الرسل والأنبياء عليهم السلام وأنّ الإقبال على أخذ الغنائم
وتوثيق الأسرى قبل الإثخان فيهم إنما هو عرض وطلب للحياة الدنيا دون الآخرة والله لايريد إلا
رفع راية دينه ليجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا . يقول عز وجل :

(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ )
ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وجه سعد بن معاذ نفوراً وكراهية لما أقبل عليه المقاتلين
من أخذ أسرى المشركين وجمع أسلابهم وغنائمهم وعدم الإثخان فيهم بالقتل فقال له نبى الله صلى الله عليه وسلم
أتكره ياسعد ما يصنع القوم قال أجل والله يا رسول الله إنها أول وقعة أوقعها الله
بأهل الشرك فكان الإثخان بالقتل فيهم أحب إلىّ من استبقاء الرجال .

عفا الله عنهم لما قضاه الله فى علمه وقدره فى كتابه وغفر لهم إنه سبحانه وتعالى غفور رحيم .
وأحلّ الله لهم ما أخذوه من أسلاب وغنائم وجعلها لهم حلالاً طيبا بعد أن كان سيمسهم منها
وبسبب مخالفتهم ما لم يأمر الله به نار وعذاب عظيم . يقول رب العرش الكريم :

(لَّوْلَاكِتَـٰبٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ
فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

ولقد بين الله لنبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن شرع الله فى الأسرى هو المنّ عليهم .
أو الفداء . وبيّن له أن الأسرى لا يقتلون إلا إذا عاود أياً منهم الكرة والقتال ضد المسلمين
أو ظاهروا أو عاونوا أياً من أعداء الدين .

ولقد منّ نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم على بعضٍ ممن أسر دون فداء . منهم أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحى
( ولقد قتل فى يوم أحد لمظاهرته المشركين وقتاله معهم بعد أن مُنّ عليه وهو أسير ) .

وأخبر الله النبى صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الأسرى أن الفداء الذى يؤخذ منهم ليفتدون به أنفسهم
لو أدركوا وعلموا ما فيه من النعمة والخير ومن الرحمة والفضل لأقدموا على التوبة والغفران
واتباع دين الإسلام لأنهم بهذا الإيمان سوف يؤتيهم الله خيرٌ مما يبذلون وأحسن مما يقدّمون .

وأن يبين لهم بأنهم إن ظلوا على ما هم فيه من الكفر والشرك فقد ارتضوا الدنية بما يقدمونه
من عِوض فعليهم أن لا يحزنوا ولا يأسَواْ على ما يقدّمون وما يبذلون من أموال من أجل هذا الفداء .

يقول عز وجل لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى
إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

لقد فاز المسلمون فى غزوة بدر بإحدى الحسنيين وهو : النصر على أعداء الله .
ومُنِى المشركون بالقتل والذل والهزيمة على أيدى المسلمين . ومن مات منهم أو ظل على كفره وشركه
ففى يوم الدين أعد الله له عذاب أليم .

*****
غزوة أحد :
أحد جبل متوحد ومتفرد ومنقطع غير مرتبط بسلاسل جبلية توجد من حوله .
يبعد عن المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة حوالى 5 خمسة كيلو مترا تقريباً .

وغزوة أحد هى الغزوة التى كشف الله فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلوب المنافقين
وأهل الشقاق والنفاق وعلى رأسهم عبد الله بن أبى بن سلول .

فلقد اجتمع رجال من قريش بعد غزوة بدر يستنفرون بنى كنانة وأهل تهامة ويقولون لبعضهم البعض
إن محمداً قد وترنا وقتل خيارنا ويطلبون العون عليه حتى يدركون منه ثأرا .
وأجمع هؤلاء الكفرة على الخروج والتوجه إلى المدينة لحرب وقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقودهم أبو سفيان صخر بن حرب ومعه زوجته هند بنت عتبة بن أبى ربيعة ( قبل إسلامهما )
وعكرمة بن أبى جهل وزوجته وصفوان بن أمية وزوجته ( قبل إسلامهم ) وجبير بن مطعم وغلام حبشى له
يدعى وحشى وعبد الله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد ( قبل إسلامهم جميعاً ) .

كتب العباس بن عبد المطلب كتاباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رجل من بنى غفار يخبره بذلك
وبما عزم عليه الكفار . قدم الرجل على نبى الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء وقرأ الكتاب عليه أبى بن
كعب وأُخبرت به الصحابة رضى الله عنهم.
علم المسلمون بخروج الكفار والمشركين وقدومهم لحرب نبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه درعاً حصينة وثلماً فى سيفه وأنه مردف كبشاً.
أخبر صحابته بما رأى وقال أشيروا على فقالوا بم أولتها يا رسول الله قال أما الدرع الحصينة
فهى المدينة وأما الثلم الذى فى سيفى فهو قتل رجل من أهل بيتى وأما أنى مردف كبشاً
فهو أنى قاتل رجلا منهم إن شاء الله وقال عليه الصلاة والسلام إنى أرى أن تمكثوا فى المدينة
وأن تجعلوا النساء والذرارى فى الآطام فإن دخل علينا القوم قاتلناهم فقال له بعض من لم يشهد يوم بدر
من الصحابة يا رسول الله إنّا كنا ندعو الله ونتمنى مثل هذا اليوم فساقه الله إلينا وقرب لنا مسيرهم
إلى ساحتنا وقال حمزة بن عبد المطلب نخرج إليهم ونجادلنهم وقال نعيم بن مالك يا نبى الله
والذى نفسى بيده لأدخلن الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بم قال بأنى أحب الله ورسوله
ولن أفر يوم الزحف فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت .

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحباب بن المنذر يستطلع أمرهم وعددهم وما معهم .
تجهز نبى الله صلى الله عليه وسلم ولبس لأمته وتجهز القوم للنزال والقتال . كان أبو دجانة السماك يتبختر
بالسيف الذى أعطاه له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختال فى مشيته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنها لمشية يبغضها الله إلا فى هذا الموطن .

أهل الشقاق والنفاق والذى يتزعمهم عبد الله بن أبى بن سلول أبوا أن يتجهزوا ويستعدوا للنزال والقتال
وقالوا إن رسول الله أمرنا بعدم الخروج ودعانا أن نمكث بالمدينة وهو أعلم ويأتيه الوحى من السماء
وأشاروا على البعض أن يطيعوهم فيما عقدوا النية وعزموا عليه .

قالوه بأفواههم ما ليس فى قلوبهم فذكّرتهم الصحابة رضى الله عنهم بألا يتخاذلوا عن القتال فى سبيل الله
وأن يتجهزوا ويخرجوا معهم ومع نبىهم لحرب أعداء الله فقالوا لهم بأن قدوم الكفار من مكة إلى المدينة
إنه ليس بيقين ولا بأمر معلوم فإنهم قد يأتون وقد لايأتون ولو أنّا متيقنين بمسيرهم ومتأكدين نعلم
بقدومهم لتجهزنا ولاستعددنا لقتالهم ولسرنا معكم واتبعناكم فقال الصحابة لقد تيقنّا وعلمتم
بخروجهم فقالوا لو خرجنا إليهم لأصابوا منا أما لو قعدنا وجاءوا علينا أصبنا منهم .
أبواْ الخروج عليهم لعنة الله . يقول سبحانه وتعالى :

(وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِادْفَعُواْ قَالُواْ
لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ
يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ )

مضى نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم هو وصحابته رضى الله عنهم ونزلوا عند الوادى من جبل
أحد وخلفهم جبل صغير يسمى جبل عينين ( جبل الرماة ) نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفوف أصحابه وعبأهم للقتال وبوأ مواضعهم وجعل عدداً منهم أنزلهم منازلهم على حافة جبل عينين
لحماية ظهور المقاتلين ورمى المشركين ورشقهم بالنبل والسهام وأمّر عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم :
إلزموا مكانكم واحموا ظهورنا إن كانت النوبة لنا أو علينا وإن رأيتمونا نغنم فلا تشركونا .

يقول جل شأنه : (وَإِذْغَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَقَـٰعِدَ لِلْقِتَالِوَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
التقى الجمعان وبدأ النزال . حسّ المسلمون المشركين بسيوفهم وضربوا أعناقهم وبنانهم وأعمل الرماة فيهم
نبالهم وسهامهم حتى انكشفوا منهزمين لايلوون بانت مصارعهم واستوسقت قتلاهم .
قتل حامل لواؤهم طلحة بن أبى طلحة وابنه الحارث وقتل نافع بن أبى طلحة وأرطأة بن شرحبيل
وقتل سباع بن عبد العزى وأبو يزيد بن عمير وعثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومى وغيرهم كما قتل أبى بن خلف
رماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربته فأرداه قتيلاً وكان لعنة الله عليه يريد قتل النبى صلى الله عليه وسلم .

حقق الله للمسلمين ما وعدهم الله من النصر على أعدائهم . وحين رأى الرماة ما حلّ بالكفار والمشركين
من الإثخان فيهم بالقتل وما دان للمسلمين من الظفر والنصر دبّ الخلاف والإختلاف فىما بينهم
أيبرحون مكانهم ويتركونها بعدما لاح الفوز والنصر ويجمعون ما أفاء الله عليهم من الأسلاب والغنائم
أم لايبرحون . تنازعوا واختلفوا فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير لا تبرحوا مكانكم ولا تعصوا نبيكم
واحموا ظهور المقاتلين . يقول تبارك وتعالى :

( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم
مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ )

انشغل الرماة بتنازعهم وخلافهم واختلافهم فانصرفوا عن مهمتهم فى حماية ظهور المسلمين
وفى رمى ورشق الكفار بالنبل والسهام . كرّ المشركون عليهم من خلفهم يقودهم خالد بن الوليد ( قبل إسلامه )
فانكفأ الصحابة بخيلهم على بعضهم البعض والتبسوا فيما بينهم ودخل المغفر فى
وجْنة نبى الله صلى الله عليه وسلم ( وجهه الكريم)
يقول صلى الله عليه وسلم :
( اشتد غضب الله على قوم دَمُوا وجه رسول الله ) .
أصيب المسلمون بالكرب والبلاء والإبتلاء وأكرم الله سيدنا حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير
وحنظلة بن أبى عامر ونعيم بن مالك بالشهادة وأصيب سعد بن معاذ وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن عباده
وأسيد بن حضير والطفيل بن النعمان وقتادة بن النعمان بالجرح والقرح رضى الله عنهم أجمعين
يقول تبارك وتعالى :
( وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ )

( إِنيَمْسَسْكُمْ قَرْحٌفَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌمِّثْلُهُوَتِلْكَٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَءَامَنُوا۟ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ )
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشهداء وأمر بمواراتهم ودفنهم بدمائهم وجراحهم
( مثواهم كائن بجوار جبل أحد وجبل الرماة )
وغفر الله وعفا عن الرماة فىما كان منهم ومن تنازعهم واختلافهم مما أدى إلى انصرافهم
عن القتال وكشف جبهة المسلمين وإكرام من أكرم الله منهم بالشهادة
وإصابة من أصيب منهم بالجرح والقرح . يقول عز وجل :

( ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ .. وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَٱللَّهُذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ )
بان أمر المنافقين وبدت نفوس أهل الشقاق والنفاق وأبدى الله ضغائنهم وأضغانهم
وأخرج الله ما فى قلوبهم حين قالوا إن المسلمين قد اغتروا بدينِهم وبنصرهم فى يوم بدر
ولو نزلوا على رأينا وقعدوا مثلما قعدنا ما أصابهم ما أصابهم . يقول سبحانه وتعالى :



( إِذْيَقُولُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰٓؤُلَآءِدِينُهُمْ )
أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يخرج بالمسلمين قبل أن يضمدوا جراحهم وعلى ما هم به
من القرح والجرح لملاحقة الكفار والمشركين . وفى صبيحة اليوم التالى ليوم أحد هبّ المسلمون
وكرواّ عليهم حتى بلغوا فى ملاحقتهم" حمراء الأسد " فر الكفار والمشركون أمامهم
وتفرقوا وتمنعوا منهم فى الكهوف الجبال . يقول العزيز الحكيم :

(ٱلَّذِينَٱسْتَجَابُوا۟ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا۟ مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْا۟ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
************************************************** **
سعيد شويل




من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #2  
قديم 15/01/2013, 10:08 PM
البساتين
مُشــارك
 
: غزوات النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم

جعله الله فى ميزان حسناتك اخى



الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:

خيارات الموضوع
طريقة العرض

إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
الجزء الثانى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 0 27/11/2016 08:24 PM
سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 3 10/12/2015 05:25 PM
غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم السعيد شويل الحديث والسيرة النبوية 0 03/11/2014 09:54 AM
أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم السعيد شويل إسلاميات 0 02/11/2012 04:06 AM
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم الفارس الاخير الحديث والسيرة النبوية 12 17/11/2009 06:57 AM


الساعة الآن: 08:05 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات